دانت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا طريقة استقبال عبد الباسط المقرحي المدان الوحيد في قضية لوكربي والذي عاد إلى ليبيا بعد أن أفرجت عنه أسكتلندا الخميس "لأسباب إنسانية"، رغم وجود مؤشرات على أن طرابلس حاولت التخفيف من مشهدية الاستقبال.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما دعا أمس ليبيا إلى ألا تخص المقرحي باستقبال الأبطال، وقال إن هذا الشخص يستحق الإقامة الجبرية.
وأبدت وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون خيبتها لطريقة الاستقبال، ووصف ناطق باسم البيت الأبيض المقرحي بقاتل جماعي.
قيود أسكتنلدية
وتحدث ناطق باسم الخارجية الأميركية، دون أن يفصّل، عن قيود على عودة المقرحي اشترطتها أسكتلندا التي قالت إنها أفرجت عنه ليموت بين أهله بعد أن بات شفاؤه من سرطان البروستاتا ميئوسا منه، لكنها "لن تنسى الجريمة أبدا".
وقال مدير وكالة المباحث الفدرالية روبرت مولير إن علاقات واشنطن وطرابلس قد تتأثر بسبب الاستقبال الذي حظي به المقرحي الذي ثبتت إدانته -حسب قوله- بصورة قاطعة، لكنه سجن أقل من 14 يوما عن كل ضحية من ضحايا التفجير.
وأدين المقرحي في 2001، وقضى ثماني سنوات من حكم بالسجن المؤبد لدوره في التفجير الذي قتل 270 شخصا في سماء قرية أسكتلندية في 1988، أغلبهم أميركيون.
لا ضغط بريطانيا
وفي بريطانيا قال وزير الخارجية ديفد ميلياند إن طريقة استقبال المقرحي "مقلقة جدا"، واعتبر أن الأيام القليلة القادمة ستكون "مهمة جدا في الصورة التي يكونها العالم عن الكيفية التي تعود بها ليبيا إلى مجموعة الدول المتحضرة".
ونفى في حديث مع "بي.بي.سي" وجود ضغط بريطاني على أسكتلندا لتفرج عن المقرحي لتعزيز العلاقات البريطانية دبلوماسيا وتجاريا مع ليبيا.
لكن سيف الإسلام القذافي -الذي رافق المقرحي من غلاسكو إلى طرابلس- تحدث عن دور بريطاني مهم في إطلاق سراح المدان، وشكر بصفته الشخصية بريطانيا وأسكتلندا التي هي جزء من المملكة المتحدة لكن لها نظامها القضائي المستقل.
وأكد المقرحي في بيان قبل عودته أنه بريء وأبدى تعاطفه مع أقارب الضحايا الذين انقسموا على أنفسهم، فأدان بعضهم الإفراج، وأيده بعض آخر لأنه غير مقتنع بدور المُدان في التفجير.
بدون بهرجة
وانتقل آلاف الليبيين بداية إلى مطار قرب طرابلس لاستقبال المقرحي وعزفت الأناشيد الوطنية، لكن السلطات وقبل دقائق من نزول الطائرة أبعدتهم وأبقت بضع مئات فقط حمل بعضهم أعلام ليبيا وأسكتنلدا، وتوقف عزف الأناشيد الوطنية، فيما بدا مراعاة لموقف لندن وواشنطن وأهالي الضحايا.
ولم يتطرق إلى مسألة الإفراج رئيسُ الوزراء الليبي البغدادي المحمودي الذي كان يتحدث أمس في مؤتمر صحفي مع الرئيس السويسري الزائر.
كما لم ينقل التلفزيون الرسمي مراسم الاستقبال على الهواء مباشرة، وترك ذلك لقناة مقربة من سيف الإسلام، لكنها لم تنقله مباشرة أيضا لخلل فني حسب السلطات.