20110317
الجزيرة
يصوت مجلس الأمن الدولي اليوم على مشروع قرار يفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا. مع تطور لافت في الموقف الأميركي عبر الدعوة لاتخاذ إجراءات أوسع نطاقا لحماية المدنيين من الهجمات البرية والبحرية أيضا.
وقال دبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي وافق على مسودة القرار الذي قدمه سفراء لبنان وفرنسا وبريطانيا في محادثات أمس الأربعاء بعدما دعت جامعة الدول العربية المجلس في وقت سابق إلى فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا. لكن هذه المسودة قد تُجرى عليها تعديلات أخيرة قبل وضعها للتصويت اليوم الخميس.
ويتضمن مشروع القرار في نسخته المبدئية فرض حظر على تحليق جميع الطائرات في المجال الجوي الليبي والسماح للدول الأعضاء في الأمم المتحدة باتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية المدنيين.
لكن الولايات المتحدة التي كانت تبدي فتورا إزاء فكرة التدخل العسكري الأجنبي تقدمت بتعديل يسمح بحماية المدنيين والأهداف المدنية من نظام العقيد معمر القذافي، بما في ذلك منع الهجمات الجوية والبرية والبحرية للقوات الموالية له.
وقالت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن سوزان رايس إن الولايات المتحدة لن تتحرك من دون تفويض من الأمم المتحدة، وإنها لا تريد نشر قوات أميركية في ليبيا، وتصر على مشاركة دولية واسعة ومن الدول العربية على وجه الخصوص.
وذكر دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تؤيد الآن فكرة أن يسمح مجلس الأمن بعمل عسكري مثل الضربات الجوية لحماية المناطق المدنية.
وعبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن أملها في أن يقترع مجلس الأمن على قرار في موعد أقصاه اليوم الخميس.
وأشارت إلى أن القذافي عقد العزم فيما يبدو على قتل أكبر عدد من الليبيين، وأضافت أنه يجري بحث العديد من الإجراءات.
فرنسا تضغط
من جهته توجه وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه إلى مقر الأمم المتحدة اليوم الخميس للضغط من أجل استصدار قرار من مجلس الأمن يفرض حظرا جويا فوق الأراضي الليبية.
وقالت الخارجية الفرنسية في بيان إنه لا يمكن أن يحدث أي تدخل عسكري في ليبيا دون مساندة الأمم المتحدة ومشاركة نشطة من جانب الدول العربية، وذلك بعد تأكيد جوبيه في وقت سابق أمس أن عددا من الدول العربية تعهدت بالمشاركة في أي عمل عسكري على ليبيا.
من جهته قال سفير ليبيا لدى الأمم المتحدة إبراهيم الدباشي الذي انشق عن نظام القذافي الشهر الماضي، إنه لم يتبق وقت لمزيد من التأجيل في حين تواصل قوات القذافي ضرب الثوار في الشرق، مشيرا إلى أن "على المجتمع الدولي التصرف خلال الساعات العشر المقبلة".
بدوره قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس راسموسن إنه لا يعتقد أن الوقت قد فات للتدخل في ليبيا، ودعا لاتخاذ قرار سريع من مجلس الأمن لمنع النظام الليبي من مهاجمة شعبه.
تحفظ دول
لكن روسيا والصين وألمانيا والهند وغيرها من الدول الأعضاء ما زالت مترددة أو تبدي شكوكا إزاء اقتراح فرض منطقة حظر طيران، واستبعدت إيطاليا التدخل العسكري في ليبيا.
واستفسرت هذه الدول عن حجم المشاركة العربية في الحظر وهل سيتم إشراك الطيارين العرب في القصف إذا كان هناك قصف، وما هي الدول التي ستطبق هذا الحظر الجوي؟
كيفية تنفيذ الحظر
وإذا صوت مجلس الأمن لصالح قرار فرض حظر جوي فوق ليبيا اليوم فإن القرار سيسري تطبيقه فورا، لكن يتبقى من غير الواضح كم سيتطلب الإعداد للعمليات العسكرية الضرورية لفرضه.
وستفتح موافقة جامعة الدول العربية على فرض حظر جوي الطريق أمام حلف الناتو ليراقب المجال الجوي الليبي، وسيتطلب ذلك منه عندئذ موافقة إيطاليا لاستخدام قواعدها لتنفيذ هذا الأمر.
وقد يكون لدى فرنسا وبريطانيا قدرات عسكرية لفرض منطقة حظر جوي محدودة فوق ليبيا إذا لم ترغب الولايات المتحدة في المشاركة. ولأن مساحة ليبيا شاسعة فسيتم في هذه الحالة التركيز على فرض الحظر الجوي فوق بنغازي المعقل الرئيسي للثوار الليبيين.