20110317
الجزيرة
انتقدت الصحف الإسبانية تخاذل القوى الكبرى عن دعم الثورة الليبية، وشبهت الموقف الغربي من الأزمة بخذلان الغرب لثوار هنغاريا وتشيكوسلوفاكيا ضد الحكم الشيوعي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
ويرى ألويس باسيت في مقال بصحيفة ألباييس أن القذافي ساقط لا محالة ولو بعد حين حتى لو تمكن من الإجهاز على الثوار من خلال الآلة العسكرية, لأن نظامه "لا يمكنه الخروج سالما" من الأحداث الجارية التي حولته إلى نظام منبوذ.
ورأى باسيت، المدير المساعد لصحيفة ألباييس، أن ما يحصل في ليبيا ليس إلا جزءا من موجة أكبر، "فتونس ومصر دخلتا في مراحل انتقالية والطغاة لن يعودوا، ولا أحد سيرجع المارد إلى قمقمه"، معتبرا أن الشعوب العربية "تعرف ما هي المحطة التاريخية القادمة وليست هذه إلا البداية".
ويبين باسيت أنه ما لم يحصل على المستوى الميداني تطور مفاجئ لصالح المقاومة التي تفتقر إلى التنظيم، فقد يتمكن الدكتاتور الليبي من استرجاع كل مساحة ليبيا خلال وقت وجيز، معتبرا أن القذافي فهم اللعبة من أول يوم وكان في تأييده الحماسي لرئيسي تونس زين العابدين بن علي ومصر حسني مبارك يدرك أن الأحداث ستصله.
وحول الإستراتيجية التي اتبعها القذافي، رأى الكاتب أنه "حوّل الثورة إلى حرب أهلية ثم انزوى في العاصمة لاستعادة قوته" وربما لإعادة تنظيم قوات المرتزقة والوسائل ليباشر استعادة المناطق التي تركها، وبهذه الطريقة تمكن من البقاء "في وقت تتصرف فيه السعودية في البحرين على غرار الاتحاد السوفياتي في هنغاريا عام 1956 وفي تشيكوسلوفاكيا عام 1968".
البواعث الانتخابية
وينتقد باسيت مراقبة قادة القوى الكبرى للوضع بسلبية وغياب الإرادة السياسية لدى قادتها الذين لا يفكرون إلا في أمور ثلاثة: "البترول والهجرة السرية واستطلاعات الرأي"، بل إنهم كما يرى "يصلون من أجل استمرار الوضع القائم وكأخف الضررين يقترحون بعض الإصلاحات التي من شأنها إيقاف مد الثورة".
ويضيف الكاتب أن ساركوزي الملتزم اليوم إلى جنب الثورة هو نفسه من حاول أمس مد يد العون إلى بن علي مرسلا إليه وسائل لقمع المتظاهرين بينما يدافع اليوم عن "تدخل عسكري يعلم أنه لن يحصل ضد القذافي".
ويتهم ساركوزي بأنه حكم بالإعدام على موقف أوروبي موحد من ليبيا، وأن أسبابا انتخابية تحرك موقفه حيث إن زعيمة اليمين المتطرف ماري لوبين ستهزمه في أول شوط من أي انتخابات رئاسية وفقا لاستطلاعات الرأي الحالية.
ويرى الكاتب أن ذات الأمر ينطبق على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فلديها حزمة من الاستحقاقات الانتخابية وتريد الانحياز للموقف الشعبي المعارض للتدخل العسكري. "أما الوحيد الذي لا مشكلة لديه في مواصلة الهبوط في استطلاعات الرأي" والذي يفعل بالتالي ما يجب عليه فعله، فهو رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو "لكون شعبيته تعرضت للتدمير".
إشارة سلبية
من جانبه رأى أفرانثسك مارك آلبارو في مقال بصحيفة "لابانغوارديا" أن ملحمة الليبيين ضد نظام القذافي تحظى بإعجاب كل الديمقراطيين الغربيين، ولكن حين يتعلق الأمر بتأييدها عبر القوة، أي إعلان الحرب على الطاغية، تتبين المساحة بين التصريحات وبين الموقف العملي، معتبرا أن القذافي لا يزال لديه ضوء أخضر لتصفية كل من تجرأ على تحديه وذلك من خلال قوته البحرية والبرية والجوية.
وفي هذا المنحى يرى آلبارو أن الحرب غير المتكافئة القائمة في ليبيا تمثل إشارة سلبية إلى من أخذوا على محمل الجد "الجمل الكبيرة" التي صدرت عن أوباما ومن حاكاه من القادة الأوروبيين بشأن "ثورة ديمقراطية" في المنطقة تماما كما كانت تصريحات الرئيس الأميركي أيزنهاور بالنسبة للشباب الهنغاري الذي حمل البنادق في بودابست في أكتوبر/تشرين الأول 1956.
إجراءات متأخرة
صحيفة "لاراثون" رأت أن نظام القذافي لا يزال يواصل القتال على جبهتين: القصف الجوي والحرب الإعلامية الهادفة إلى زرع الفوضى والتفرقة واليأس في صفوف الثوار، مشيرة إلى ظهور القذافي بشكل متكرر معلنا رسائل انتصار وتهديد وكذلك نجله سيف الإسلام الأكثر حضورا في الإعلام وتشبعا بالقيم الغربية.
أما صحيفة آي بي ثي فاهتمت بانعكاس الأحداث في ليبيا على تزود أوروبا بالطاقة، وتحدثت إلى نائب رئيس المفوضية الأوروبية آنتونيو تاياني الذي دعا إلى قرارات موحدة، معربا عن صعوبة مواجهة أزمة الطاقة بقرارات فردية.
ورأى تاياني أن الأحداث في ليبيا إضافة إلى زلزال اليابان أمور تعقد مشهد الطاقة وتجبر الأوروبيين على بحث نموذج خاص بهم لإمدادات الطاقة. وينفي تاياني أن تكون أوروبا تعاملت بـ"هستيريا" مع موضوع الطاقة النووية، مشيرا إلى أن من الطبيعي مراجعة الإجراءات الأمنية ومراعاة القلق الذي ينتاب المواطنين إزاء أمن المحطات النووية.