20110317
الجزيرة
نفى الثوار سقوط مدينة مصراتة غربي ليبيا بيد كتائب العقيد معمر القذافي، في وقت قصفت فيه طائرات تابعة لهذه الكتائب مطار بنينة جنوب مدينة بنغازي. ويتزامن ذلك مع تكثيف الثوار استعداداتهم لصد أي هجوم على مدينة أجدابيا شرقي البلاد.
فبينما أعلن التلفزيون الرسمي أن كتائب القذافي سيطرت على مصراتة وهي تقوم حاليا بتطهير المدينة ممن وصفتهم بالمتمردين، نفى سكان محليون هذه الأنباء وقالوا لوكالة رويترز إن المدينة مازالت تحت سيطرة الثوار.
كما نفى عضو اللجنة الإعلامية لشباب ثورة 17 فبراير سعدون المصراتي للجزيرة أن تكون المدينة سقطت بيد الكتائب. وأشار المصراتي إلى أنه بعد القصف الليلي على المدينة ساد هدوء هناك وسط تحركات لكتائب القذافي قرب المدينة في محاولة لتجميع صفوفها.
وكان القذافي قال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي مساء أمس إن قواته ستخوض ما وصفها بمعركة حاسمة في مصراتة اليوم الخميس، ودعا أنصاره لعدم ترك هذه المدينة بيد من وصفهم بحفنة من المجانين.
وكان الثوار قد تمكنوا أمس من صد هجوم عنيف لكتائب القذافي على مصراتة (الواقعة على بعد 208 كلم شرقي العاصمة طرابلس) انطلق من ثلاث جهات، وألحقوا بها خسائر في الأرواح والمعدات.
وقالت مصادر طبية إن كتائب القذافي تكبدت نحو ثمانين قتيلا إضافة إلى عشرات الجرحى خلال هجمات أمس على المدينة.
وقال المتحدث باسم شباب ثورة 17 فبراير عبد الباسط أبو مزيريق للجزيرة إن الهجوم الذي تعرضت له المدينة أسفر عن مقتل 18 شخصا بينهم امرأتان.
وأشار أبو مزيريق إلى أن الكتائب قد تعمد إلى تدمير المناطق القريبة من البحر، وأن الثوار يتوقعون استخدام زوارق بحرية لضرب المدينة، لكنه شدد على أنهم مستعدون للدفاع عن مصراتة ومقارعة الكتائب وأنه "على يقين من هزيمتهم".
بنغازي
في غضون ذلك أفاد مراسل الجزيرة بأن طائرات تابعة لقوات القذافي قصفت مطار بنينة على بعد نحو عشرة كيلومترات جنوب بنغازي.
وقال عضو لجنة الدفاع عن بنغازي العقيد عادل البرعصي للجزيرة إن قصف مطار بنينة أخطأ هدفه ولم يتسبب بأي خسائر مادية أو بشرية، مشيرا إلى أن الثوار أسقطوا طائرة تابعة للقذافي، وهم يكثفون البحث عن الطيار الذي كان يقودها.
وشدد البرعصي على أن الثوار في كامل جاهزيتهم للدفاع عن بنغازي، وهو أمر أكده أيضا المتحدث باسم الثوار مصطفى غرياني الذي قال إن غالبية سكان بنغازي مسلحون، وهم مستعدون لصد أي هجوم تشنه كتائب القذافي على المدينة.
تأتي هذه التطورات بعد ساعات من انتهاء تهديد نظام القذافي للثوار في بنغازي لترك المواقع التي يسيطرون عليها والمواقع التي توجد بها مخازن للذخيرة.
وعلى وقع هذه التطورات أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها سحبت أمس العاملين لديها من مدينة بنغازي الموجودين فيها منذ عشرين يوما ونقلتهم إلى طبرق في أقصى الشرق.
وعزت اللجنة هذا الإجراء إلى تصاعد المخاوف الأمنية بعد أنباء عن هجوم وشيك لكتائب القذافي على المدينة، مؤكدة أنهم سيعودون إلى بنغازي متى تحسنت الأوضاع الأمنية مجددا.
أجدابيا
يأتي ذلك في وقت ذكر شاهد عيان من أجدابيا أن المدينة محاصرة من قبل كتائب القذافي، وقد تعرضت لقصف جوي على مدى عدة ساعات.
وقد حشد النظام الليبي قوات ضخمة ودبابات وراجمات صواريخ في محاولة للسيطرة على أجدابيا الواقعة على خليج سرت على بعد 150 كلم جنوب غربي بنغازي.
وقال قائد ميداني إن الثوار يضغطون على الكتائب عند المدخل الجنوبي للمدينة، وهم يستعدون للانقضاض عليها.
وكان الثوار صدوا أمس هجوما لقوات القذافي حول أجدابيا معرقلين تقدمها صوب بنغازي.
وقال مصدر طبي لوكالة الصحافة الفرنسية إن مستشفى المدينة استقبل أربع جثث أمس من قتلى الثوار، مشيرا إلى 22 جثة معظمها لمدنيين قتلوا الثلاثاء في القصف المدفعي أو الجوي الذي نفذته كتائب القذافي.
وفي نيويورك أبلغ إبراهيم الدباشي نائب السفير الليبي لدى الأمم المتحدة الصحفيين أن المجتمع الدولي أمامه عشر ساعات للتحرك ضد قوات القذافي، وحذر من وقوع إبادة جماعية حقيقية في أجدابيا إذا لم يتحرك المجتمع الدولي بسرعة ويمنع القذافي من مهاجمة المدينة بقوات كبيرة.
ويحتشد المئات من عناصر كتائب القذافي مجهزين بالدبابات والأسلحة الثقيلة عند البوابات الغربية لأجدابيا استعدادا لشن هجوم حاسم على المدينة.
الجبل الغربي
وفي مدينة الزنتان -التي تقع على بعد نحو 160 جنوبي العاصمة طرابلس- قال الشاهد عادل الزنتاني للجزيرة نت إن شباب ثورة 17 فبراير بالزنتان بادروا بالهجوم على كتائب القذافي ظهر أمس وعمدوا إلى قطع الإمدادات العسكرية المتوجهة إليهم من مخازن الزنتان التي توجد على بعد نحو 40 كلم جنوب المدينة.
وقال الزنتاني إن تلك المخازن أصبحت جزءا من عملية تطويق واسعة تنفذها الكتائب حول المدينة وما جاورها من مدن الجبل الغربي المحررة، حيث تم رصد أرتال تحمل السلاح والمعدات من المخازن إلى الجيوش الموجودة خارج المدينة.
وتحدث عن هجوم نفذه الثوار على أحد الأرتال الكبيرة والاشتباك معها، مما دفع راجمات الصواريخ والدبابات إلى المسارعة في الخروج من المخازن ومحاولة إسناد الرتل "فقام الثوار بالالتفاف عليهم واغتنام دبابتين" مشيرا إلى أن المعارك لا تزال جارية.