20110317
الجزيرة
قالت ذي غارديان البريطانية إن التدخل العسكري الغربي المباشر في ليبيا قد يكون من شأنه اختطاف الثورة الشعبية، وأوضحت في افتتاحيتها أن الثورات الشعبية العربية مهدت كل واحدة منها للأخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أنه مضى ثلاثة أشهر على إحراق محمد بوعزيزي نفسه بولاية سيدي بوزيد التونسية بعد أن قامت شرطية بصفعه على وجهه وبمصادرة عربة لبيع الخضار كان يستخدمها في طلب الرزق في ظل البطالة المتفشية في البلاد.
وقالت أيضا إن نيران بوعزيزي شبت في هشيم الأنظمة العربية الاستبدادية الواحد تلو الآخر، حيث اشتعلت الثورات الشعبية في تونس مطيحة بنظام حكم زين العابدين بن علي وفي مصر مطيحة بنظام حسني مبارك.
وأوضحت ذي غارديان أن كل ثورة كانت تمهد الطريق لاشتعال أختها، حيث اشتعلت ثورة شعبية في ليبيا وأخرى باليمن وثالثة بالبحرين، وأن ثورات عربية أخرى يتطاير دخانها وتكاد تشتعل بكل من الأردن والسعودية والجزائر والمغرب، وأن قلة من القادة قد ينجون من نيران تلك الثورات المتسارعة.
خلع المستبدين
الثورات الشعبية خلعت حاكمين مستبدين اثنين في تونس ومصر –والقول للصحيفة- وهي توشك أن تخلع الثالث في اليمن، موضحة أنه ربما حان موعد الرئيس اليمني على عبد الله صالح في السقوط.
وأما الثورة في ليبيا فبدأت سلمية، حيث اقتربت جموع المتظاهرين من طرابلس العاصمة وكادت أن تحاصر العقيد معمر القذافي نفسه، لكن الأخير استخدم الدبابات والمدافع وراجمات الصواريخ والطائرات الحربية في شن حرب لا هوادة فيها على أبناء وبنات الشعب في معظم أنحاء البلاد موغلا في سفك دمائهم.
من جانبه ابتعد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة عن كل مظاهر الاعتدال، فأعلن حالة الطوارئ داعيا لنشر قوات سعودية وإماراتية بمملكته.
وأما واشنطن فيبدو أنها بدأت بشكل مؤكد تفقد قبضتها بالشرق الأوسط تدريجيا، وأن أقدامها بالمنطقة بدأت بالانزلاق، فهي لم تسارع لنجدة أو حماية الثورات الشعبية المتلاحقة، ولا هي قامت بحماية حلفائها من الحكام المخلوعين.
هذا الموقف الأميركي المتردد والمتذبذب –والقول للصحيفة- جعل دول الخليج العربية تمسك بدفة القيادة بنفسها وتبادر بإرسال قوات عسكرية، لدرجة أن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الذي كان السبت الماضي في زيارة لملك البحرين لم يتلق أي إشارة بالتحركات العسكرية الخليجية ولا بدخول القوات السعودية البحرين نفسها بعد 48 ساعة لاحقة.
الأسطول الخامس
والأصل أن يتم إخبار الوزير غيتس بالتحركات العسكرية الخليجية، خاصة وأن الأسطول البحري الأميركي الخامس يتخذ من البحرين قاعدة له، لكن لا يبدو أن واشنطن مهتمة أو معنية بالحسابات الإقليمية بالمنطقة.
وأما الثوار الليبيون فيطالبون بالإجماع بعدم التدخل العسكري الغربي في بلادهم، ولكنهم يتمنون من مجلس الأمن فرض حظر جوي والاعتراف بـ المجلس الوطني الانتقالي، الذي بدوره يقوم بعقد صفقات شراء أسلحة غربية ويتولى بنفسه تحرير البلاد من نظام القذافي ومرتزقته، وأنه ليس من ضرورة لتدخل عسكري غربي أو أميركي.
وترى ذي غارديان أنه ليس بإمكان القذافي إعادة السيطرة على بنغازي، لأن ذلك يتطلب أعدادا عسكرية كبيرة لا يملكها العقيد.
وأما الجامعة العربية فتقول الصحيفة إنها منقسمة على نفسها بشأن التدخل العسكري الغربي بليبيا مخافة اختطاف الثورة الشعبية نفسها من أصحابها.