20110318
الجزيرة
نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزير فرنسي قوله إن ضربات عسكرية ستوجه إلى ليبيا قريبا، في حي أكد متحدث حكومي أن فرنسا ستشارك في "عملية عسكرية" في ليبيا.
وقد اتفقت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على وجوب التزام الحكومة الليبية بكافة بنود قرار مجلس الأمن الدولي 1973 الخاص بليبيا والذي يشمل حظر جوي، في وقت عمت فيه الاحتفالات في بنغازي ومناطق أخرى بشرق ليبيا فرحا بصدور القرار.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اتفقوا أيضا خلال اتصال هاتفي على أنه يتعين وقف كافة أشكال العنف ضد السكان المدنيين في ليبيا، كما اتفقوا على التنسيق بشكل وثيق بشأن الخطوات القادمة ومواصلة العمل مع الشركاء العرب وغيرهم من الشركاء الدوليين لضمان تنفيذ قرارات مجلس الأمن بشان ليبيا.
من جهته قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله إن قوات بلاده لن تشارك بأي تدخل عسكري في ليبيا، وأكد أن بلاده "تظل متشككة بشأن هذا الخيار"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن ذلك لن يغير موقف بلاده بأن القذافي يجب أن يوقف الحرب ضد شعبه.
أما وزير الخارجية الأسترالي كيفن رود فعبر عن أمله ألا يكون القرار الأممي قد فات أوانه بالنسبة للشعب الليبي.
وكان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه قال قبل ذلك إن بلاده مستعدة للعمل على تنفيذ منطقة حظر جوي فوق ليبيا فور موافقة مجلس الأمن الدولي على قرار الحظر.
رسالة قوية
وبدورها قالت قالت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن سوزان رايس للصحفيين في نيويورك إن القرار يبعث رسالة قوية للقذافي بأن العنف والقتل يجب أن يتوقفا، وأن الشعب الليبي يجب أن يحمى ويمنح الفرصة للتعبير عن نفسه بحرية.
وكانت رايس أشارت قبل ذلك إلى أن مجلس الأمن أنشأ لجنة لمتابعة قراره بفرض حظر جوي على ليبيا، كما أعلنت كندا أنها سترسل طائرات حربية لتنفيذ القرار.
كما نقلت وكالة رويترز عن مصدر حكومي إيطالي -فضل عدم ذكر اسمه-قوله بعد صدور القرار إن إيطاليا على استعداد لوضع قواعدها العسكرية في تصرف المجلس لتنفيذ الحظر الجوي، واصفا القرار بأنه "تطور إيجابي".
وتعتبر قاعدة سيغونيلا الجوية في صقلية –التي توفر دعما لوجستيا للأسطول الأميركي السادس- إحدى أقرب قواعد حلف شمال الأطلسي
(الناتو) إلى ليبيا، وقد تستخدم في أي عملية عسكرية ضد كتائب القذافي.
وأبدى الاتحاد الأوروبي استعداده للبدء في تنفيذ قرار فرض الحظر الجوي "ضمن صلاحياته وقدراته".
جاء ذلك في بيان مشترك بين رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي، ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كاثرين آشتون، رحبا فيه بالقرار وأعلنا تأييدهما التام لـ"مطالبة الأمم المتحدة بوضع حد نهائي لأعمال العنف والهجمات والتجاوزات ضد المدنيين" في ليبيا
نص القرار
وكان مجلس الأمن الدولي وافق بالأغلبية في وقت مبكر من صباح اليوم على قرار يجيز فرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا، وهو ما يعني إمكانية اللجوء إلى القوة العسكرية لوقف هجمات الكتائب الموالية للعقيد
معمر القذافي.
وصوت لصالح القرار عشرة أعضاء من أصل 15 عضوا يشكلون المجلس، في حين امتنعت عن التصويت خمس دول هي روسيا والصين (من الدول الخمس الدائمة العضوية) وألمانيا، والهند، والبرازيل، بينما لم تصوت أي دولة ضد القرار الذي تبنته فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ولبنان.
وقال مراسل الجزيرة في نيويورك ناصر الحسيني إن الدول الممتنعة لم تعترض على مبدأ حماية المدنيين، ولكن كانت لديها أسباب وجيهة للامتناع.
فالبرازيل اعتبرت مبدأ الحظر الجوي خاطئ ولن يزيد المشكلة إلا تعقيدا، في حين لم تكن الهند مقتنعة بأن لدى المجلس الصورة الحقيقية لما يجري لاتخاذ القرار، بينما انتقدت روسيا "الروح" التي سادت المفاوضات المغلقة لمجلس الأمن، متسائلة عن كيفية تطبيق القرار، ومدى تماشيه مع الطلب المنبثق عن جامعة الدول العربية.
أما الصين فقالت على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية جيانغ يو إن لديها تحفظات جدية بشأن بعض بنود القرار، رغم أنها اختارت عدم استخدام الفيتو لمنع تمريره مراعاة لمطالب من دول عربية وأفريقية.
وأكدت المتحدثة أن بكين تعارض استخدام القوة العسكرية في العلاقات الدولية.
المشاركة العربية
وفي وقت سابق قال مسؤولون في الكونغرس الأميركي إن إدارة الرئيس أوباما تعد خططا للمشاركة في فرض منطقة الحظر الجوي بمساعدة دول عربية، متوقعين أن يبدأ تطبيق الحظر الجوي الأحد أو الاثنين.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن أحد هؤلاء المسؤولين قوله إن الأردن وقطر والإمارات العربية من بين الدول المرجح مشاركتها في تطبيق قرار الحظر.
كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسي لدى الأمم المتحدة، طلب عدم ذكر اسمه، تأكيده قبل تصويت مجلس الأمن لصالح القرار، أن قطر والإمارات ستشاركان في القوة الدولية لتنفيذ الحظر الجوي.
وفي وقت سابق، قال مبعوث جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة يحيى محمصاني إن قطر والإمارات قد تلعبان دورا في العمليات العسكرية في ليبيا، لكنه قال إنه لا يستطيع تأكيد الأمر.
وكان آلان جوبيه قال قبل التصويت إن بلاده وبريطانيا وبعض الدول العربية وربما الولايات المتحدة مستعدة لـ"اتخاذ إجراء" من أجل تنفيذ القرار، مشددا على أهمية أن تنخرط الدول العربية في التدخل عند ما يحدث ذلك.
ويركز القرار على ضرورة حماية المدنيين، ويستبعد أي تدخل عسكري على الأرض، ويدعو الدول العربية للمشاركة في العمليات العسكرية الجوية.
الموقف الليبي
وفي أول رد رسمي على قرار مجلس الأمن، قال الأمين المساعد في وزارة الخارجية الليبية خالد كعيم في مؤتمر صحفي، إن بلاده ممتنة للدول الخمس التي امتنعت عن التصويت، وإنهم كانوا على تواصل مع بعض الدول الأوروبية وأبلغوها ترحيب ليبيا بأي قرار سيصدر عن المجلس، رغم بعض التحفظات على مسودة القرار.
وأضاف أن ليبيا ترحب بتأكيد القرار ضرورة حماية المدنيين والوحدة الترابية لليبيا، مشددا على أهمية التأكد من أن من وصفهم بالانفصاليين والمتمردين لن يحصلوا على أي دعم، محذرا من أن حصول ذلك يعني دفع الليبيين لقتال بعضهم، على حد قوله.
وأكد أن ليبيا ستتعامل مع القرار بشكل إيجابي، وأنها ستؤكد نيتها هذه من خلال حماية المدنيين في كل أنحاء البلاد وضمان إمداد الدواء والغذاء إليهم، حسب قوله، معربا عن قناعته بأن بلاده لن تتعرض لأي هجوم خارجي بعد صدور قرار الحظر الجوي.
وفي تطور لافت قال كعيم إنهم تحدثوا مع الأمين العام للأمم المتحدة وأبلغوه استعدادهم الفوري لوقف إطلاق النار، ولكنهم يحتاجون إلى طرف محدد لمناقشة هذا الأمر والحديث معه عن التفاصيل التقنية لتطبيقه.
من جهته قال إبراهيم الدباشي نائب المندوب الدائم الليبي لدى الأمم المتحدة ( المنشق عن الحكومة) للجزيرة إن القرار ينهي التفوق الجوي والإمدادات لقوات القذافي، كما سيمنع الآلة العسكرية للقذافي من ضرب المدنيين، مشيرا إلى أن القرار يساعد الثوار على تنظيم أنفسهم وحث الخطى لإسقاط النظام.
وأضاف الدباشي أن الشعب الليبي يشعر الآن بأنه بات محميا، وأن المواطنين الليبيين في المناطق الشرقية يستطيعون أن يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي دون خوف من النظام، كما يعني أيضا أن المناطق الغربية بات بإمكانها أن تتظاهر دون خوف من رصاص قوات القذافي.
أفراح بنغازي
وفور صدور القرار الأممي بفرض حظر الطيران، عمت الاحتفالات أنحاء الشرق الليبي ابتهاجا بالقرار، وأطلق سكان بنغازي -الذين تابع الآلاف منهم التصويت على شاشة كبيرة- الألعاب النارية في الهواء، وأطلقوا الأعيرة النارية تعبيرا عن فرحهم.
وسمعت بين المعتصمين في بنغازي نداءات الابتهال والتكبير، ودوت الأناشيد الوطنية والهتافات التي تبشر بقرب انتصارهم في معركتهم ضد كتائب القذافي.
واعتبر عضو ائتلاف شباب ثورة السابع عشر من فبراير محمود المصراتي للجزيرة أن صدور القرار كان لابد منه لأن القذافي لا يفهم سياسة الحوار ولابد من هذه العملية الجراحية لوقف مغامراته، مشيرا إلى أن القرار سيكون له اثر فعال لأن القوات البرية لا تستطيع أن تؤدي مهامها بشكل فعال دون غطاء جوي.