20110318
الجزيرة
مشاركة المرتزقة الأفارقة في القتال إلى جانب كتائب الزعيم الليبي معمر القذافي ضد ثوار 17 فبراير ما زالت تتوالى فصولها.
هذه المرة لم تكن ساحات القتال في ليبيا هي ميدان العثور على هؤلاء، بل أبواب سفارات إسرائيل التي تلاحق خبراءها العسكريين المتقاعدين منذ زمن شبهات الانخراط في عمليات قذرة في مناطق ساخنة عدة على امتداد العالم.
القصة بدأت بمعلومات في خبر نشره الموقع الإلكتروني لـ"يديعوت أحرونوت" أبرز الصحف الإسرائيلية، مفاده أن أفواجا من الشباب في السنغال يحيطون بالسفارة الإسرائيلية طالبين الاسترزاق ضمن الكتائب التي يستوردها القذافي لمحاربة الثوار الليبيين.
خبر الموقع المعروف اختصارا بـ"واي نت" جاء بعد نشر صحيفة سنغالية تقريرا يفيد بقيام إسرائيليين بالسفر لأفريقيا من أجل تجنيد مرتزقة، بناءً على طلب القذافي.
والمشعوذون أيضا
وأشارت الصحيفة السنغالية إلى أن سيف الإسلام القذافي لا يكتفي بتجنيد المرتزقة، بل إنه يبحث عن مشعوذين أيضا، مضيفة أن "القذافي قام بتحويل مبالغ مالية كبيرة لقائد محلي في السنغال بغية تجنيد المرتزقة أملا في الانتصار على الثورة".
وفي إسرائيل تفاعل الموضوع كما هو متوقع، حيث أكدت الخارجية الإسرائيلية للجزيرة نت نبأ تدفق أعداد كبيرة من شباب السنغال على سفارتها في داكار، طالبين العمل مرتزقة لحماية نظام القذافي، بعد نشر أنباء عن تدخل جهات إسرائيلية لإحباط الثورة الليبية.
وقال المدير العام لوزارة الخارجية الأسبق ألون ليئيل للجزيرة نت إن عددا كبيرا من رجال الأعمال الإسرائيليين ينشطون منذ سنوات في أفريقيا، لكنه استبعد تورطهم في توفير مرتزقة للقذافي.
لم تتعاون
أما الناطق بلسان الخارجية الإسرائيلية يغئال بلمور فأكد من جهته تهافت سنغاليين على السفارة الإسرائيلية في داكار، طالبين التجند والعمل مرتزقة دفاعا عن نظام القذافي في ليبيا، موضحا أن السفارة لم تتعاون معهم.
وقال بلمور للجزيرة نت إن ذلك حصل هذا الأسبوع بعدما نشرت صحيفة سنغالية نبأ عن تورط إسرائيل في تجنيد المرتزقة لصالح القذافي.
وأضاف "كنت قد بعثت برسالة باسم الخارجية الإسرائيلية نفينا فيها وجود علاقة لإسرائيل بالمرتزقة فنشرتها الصحيفة السنغالية، لكنها ظلت على موقفها وأصرت على أن ما نشرته صحيح استنادا إلى مصادر موثوقة".
وردا على سؤال، قال بلمور إنه لا علم له بما إذا كان هناك أفارقة توجهوا إلى سفارات إسرائيلية أخرى في أفريقيا لهذا الغرض، وتابع أنه "لا صلة لإسرائيل بالقذافي".
وحول مغازلة القذافي لإسرائيل مؤخرا ومقارنته بين ما يقوم به ضد "تنظيم القاعدة" -على حد زعمه في ليبيا- وما تفعله إسرائيل في قطاع غزة، قال بلمور إن تصريح القذافي كان لافتا ومطيبا لإسرائيل، لكننا لا نأخذه على محمل الجد، فهو إنسان غير سوي وخطير، وليس لنا رغبة أو قدرة على التدخل في ليبيا".