20110321
الجزیره
بنفس العفوية التي طبعت ثورة 14 يناير/ كانون الثاني التي أزالت نظام زين العابدين بن علي، احتفل مئات الشباب التونسيين أمس في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس بذكرى مرور 55 سنة على الاستقلال عن فرنسا، ولكن الاحتفال كان ذا طعام خاص حيث استرجع التونسيون حريتهم وكرامتهم بعد طول حرمان.
وقال أحد المشاركين بالتجمع وهو يلتحف علم تونس وبجواره ابنه "عمري 46 عاما، وقد عشت 23 عاما تحت نظام بورقيبة ومثلها مع بن علي ولكني لم أعش مثل هذه اللحظات من الاعتزاز بالوطن"، وأضاف جلال أنه أعاد اكتشاف الاستقلال وفهم معاني ودلالات النشيد الوطني.
فعلى امتداد السنوات الماضية لم تكن لأغلب المناسبات الوطنية دلالاتها بقلوب التونسيين، فأثناء فترة حكم بن علي كانت البلاد تزين بالأعلام وصور الرئيس السابق، وتتحدث وسائل الإعلام بإطناب عن إنجازاته، وأما اليوم فقد بثت وسائل الإعلام أغاني وطنية وعبر تونسيون في اتصال بإذاعات محلية عن فخرهم الكبير بالمناسبة.
استقلال فعلي
وكتبت المواطنة سعاد، على صفحات شبكة فيسبوك، أن العالم لن ينسى من أين بدأت هذه الثورات العربية "افتخروا يا توانسة لقد غيرنا وجه العالم نحن اليوم حققنا الاستقلال الفعلي".
في السياق نفسه وجه رئيس الجمهورية المؤقت فؤاد المبزع أمس كلمة للشعب قال فيها إن تخليد ذكرى الاستقلال هذه السنة "يكتسي طابعا متميزا" باعتباره يأتي على إثر قيام ثورة 14 يناير/ كانون الثاني المجيدة، التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالاستقلال في معانيه العميقة وتجلياته الطبيعية وقيمه الكونية.
ودعا المبزع إلى جعل المصالحة عنوانا للمرحلة الانتقالية التي تعيشها تونس، بحيث تمكنها من التحول إلى نظام يقوم على التعددية والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، ونبه الرئيس المؤقت على أنه "من باب العدل والإنصاف ألا تشمل هذه المصالحة كل من أجرم في حق الشعب وثبتت إدانته قضائيا" لأن المصالحة يجب أن تستند إلى المحاسبة القانونية العادلة والشفافة على حد قوله.
بينما قالت الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي مية الجريبي في تجمع للمعارضة إن عيد الاستقلال "لم يعد له أي معنى لولاء للأشخاص، أصبح له معنى ثوري وهو أيضا فرصة لمواجهة التحديات المقبلة التي نواجهها".
وأمام المسرح البلدي بالعاصمة ردد المئات كلمات النشيد الوطني وبكى آخرون تأثرا، وقالت إحدى المشاركات "إنه شعور رائع أن تحس بأن وطنك عاد لك بعد غربة استمرت سنوات، إنه أول عيد نحتفل به بعد ثورة 14 من يناير التي لم نحتفل بها نظرا لتدهور الوضع الأمني آنذاك".
وفي سياق متصل، يتوقع أن يبدأ غدا الثلاثاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون زيارة لتونس يلتقى خلالها المبزغ ورئيس الحكومة الباجي قائد السبسي، ووزير الخارجية المولدي الكافي، بالإضافة إلى الاجتماع مع أعضاء الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي.
وستكون للأمين الأممي لقاءات مع ممثلين عن المجتمع المدني والجامعيين والطلاب، مع احتمال زيارته والدة الشاب محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه احتجاجا على تضييق السلطات في كسب عيشه، لتفجر خطوته ثورة الياسمين وتطيح بنظام بن علي.