20110322
الجزیره
رأى ساسة ومعلقون إسرائيليون أن التدخل العسكري الغربي في ليبيا يتم بدوافع مختلفة, مرجحين أن يستمر حتى سقوط نظام حكم العقيد معمر القذافي رغم التأكيدات الغربية بعدم السعي إلى هذا الهدف.
ورجح رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست شاؤول موفاز أن يتواصل الضغط العسكري الغربي على قوات النظام الليبي حتى تُشل حركتها ويسقط القذافي.
وتوقع موفاز في تصريح لإذاعة الجيش أن تستغرق العملية أسابيع, واعتبر أنها تحمل رسالة واضحة لكل الحكام المستبدين بأن هناك خطوطا حمرا قائلا إن "الحملة الأطلسية لن تتوقف حتى يتغير الوضع الراهن في ليبيا جذريا".
ونوه إلى أن التدخل الغربي سيوفر غطاء جويا للثوار فضلا عن دعمهم معنويا مقابل إضعاف الروح المعنوية لنظام القذافي ومؤيديه.
أخطاء القذافي
ورأى المعلق العسكري المعروف ران إدلست أن القذافي لن ينهض من الضربات الغربية، لأن العالم قرر -وإن متأخرا- التدخل وتغيير الوضع الراهن في ليبيا.
وقال للجزيرة نت إن دولا أوروبية مركزية قررت التدخل خدمة لمصالحها بعدما ارتكب القذافي خطأ فادحا بتجاوزه خطوطا حمرا لم تترك للغرب خيارا سوى التدخل.
وتابع أنه "بتهديداته باستخدام القوة والقتل، ارتكب القذافي حماقة أتاحت للغرب رخصة للتدخل بما يتجاوز تفويض القرار الأممي الخاص بمنطقة حظر الطيران".
ونوه إلى أن الأوروبيين كانوا المبادرين بدافع المحافظة على مصادر الطاقة بعدما أحرج القذافي الولايات المتحدة أيضا بجرائمه, مرجحا أن تتكثف الهجمات الغربية رغم التأكيدات بأن القذافي غير مستهدف.
تصميم فرنسي بريطاني
أما المعلق العسكري في موقع "واينت" التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت، رون بن يشاي فقال إن الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني مصممان على إنهاء حكم القذافي رغم عدم إعلان ذلك طمعا في تحسين صورتيهما لدى الرأي العام في بلاديهما.
وردا على سؤال الجزيرة نت, اعتبر بن يشاي أن ساركوزي وكاميرون يراهنان على "فجر أوديسا", وسيكرسان لها كل ما أمكن لنجاحها.
وقال "رغم أنني أرجح سقوط القذافي, لكنها تبقى حربا خياراتها مفتوحة بما في ذلك تقسيم البلاد".
بدوره, لاحظ المعلق العسكري لإذاعة الجيش جاكي حوجي أن الحظر الجوي بات يطبق بالكامل في أجواء ليبيا, ورجح أن يساهم ذلك في حسم ميزان القوى الآن لصالح الثوار, ساخرا من تصريحات القذافي بأن المواجهة بين ليبيا وبين "النازية الجديدة" قد بدأت, وأنه لن يسقط.
وتوقع حوجي أن تحطم العملية -التي تشارك فيها 100 طائرة مقاتلة و215 بارجة حربية وغواصة واحدة, واستخدمت فيها صواريخ عابرة- أنظمة الدفاعات الجوية الليبية وتزعزع بقايا نظام القذافي.
من جهتها, قالت المعلقة البارزة في صحيفة يديعوت أحرونوت، أورلي أزولاي إن واشنطن لم تبعث فقط بصواريخ توماهوك إلى طرابلس, وإنما وجهت للعالم رسالة تقول إن "العالم لن يصمت على مذابح يرتكبها طاغية".
وأضافت أزولاي المتخصصة في الشؤون الأميركية أن الرئيس باراك أوباما لن يتراجع عن هدفه غير المعلن بإسقاط القذافي ليلقى مصيره كبقية "الطواغيت".
وذكّرت بتصريحات معمر القذافي التي وصف فيها القذافي أوباما بأنه "أحد أبنائنا", قائله إن أوباما لم يكترث لذلك.
القذافي وصدام
من جانبه, أشار رئيس قسم السياسات والدبلوماسية في جامعة تل أبيب، يوسي شاين إلى تصميم الدول الغربية على تطبيق القرار الدولي 1973 رغم تهديدات القذافي بحرب طويلة.
ورأى زميله في الجامعة العبرية بالقدس المحتلة إيلي بوديه أن القذافي يسلك طريق الرئيس العراقي الراحل صدام حسين فيتشبث بالحكم بدافع "جنون العظمة".
وقال للقناة العبرية العاشرة اليوم إن الغرب لن يتراجع عن دعم الثوار الليبيين حتى التخلص من القذافي بعدما بات يدرك أن ما يجري ليس فقط هبّة شعبية بل هو تغيير عميق ضمن ربيع الشعوب العربية.