20110323
الجزيرة
تمكن الثوار في مدينة الزنتان غرب ليبيا من صد هجوم للكتائب الأمنية التابعة للعقيد معمر القذافي، مما أدى إلى سقوط سبعة قتلى وعدد من الجرحى حسب قائد ميداني. وبينما تواصل القصف العنيف على مصراتة (200 كيلومتر شرق طرابلس)، دارت في أجدابيا (شرق البلاد) اشتباكات بين قوات القذافي المتحصنة عند مداخل المدينة والثوار الزاحفين لاستعادة السيطرة عليها.
وفي آخر التطورات الميدانية، علمت الجزيرة أن حسين جبران -وهو أحد أبرز القادة العسكريين التابعين لنظام القذافي وقائد جحفل النسور- قتل قرب طرابلس. كما قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن معارك عنيفة دارت في بلدة جنوب غرب طرابلس، مما أدى لمقتل تسعة أشخاص.
وفي الزنتان غرب ليبيا علمت الجزيرة من قائد ميداني أن الثوار تمكنوا من "دحر" هجوم كتائب القذافي من الجهة الشرقية، فانسحبت إلى مسافة تقارب 35 كيلومترا من المدينة.
وأضاف القائد أن "سبعة شهداء سقطوا أمس وأن أعدادا كبيرة من الجرحى" وصلوا المستشفى، نتيجة القصف المتواصل الذي تعرضت له المدينة اليومين الماضيين، مشيرا إلى نقص حاد في المواد الطبية وطعام الأطفال.
وأبدى القائد الميداني تخوفاته من أن تحاول القوات المرابطة أسفل الجبل شمال الزنتان والمجهزة بأسلحة ثقيلة مهاجمة المدينة، مبديا استغرابه من عدم تحرك المجلس العسكري التابع للمجلس الوطني الانتقالي لتنبيه القوات الدولية لهذا الخطر المحدق بالمدينة.
ومن جهة أخرى، علمت الجزيرة أنه "تم تطهير الغابة السفلى (غابة الكشافة) شرقي الزنتان من قبل الثوار، حيث وُجدت بقايا فلول قوات الكتائب، بينما ما زال الثوار يحاصرون الكتائب الأمنية القريبة من مخازن الأسلحة".
وتحدث مصدر للجزيرة عن "أرتال من المرتزقة تتحرك من جهة غدامس من ناحيتي درج القرية وفيناون، وهي في طريقها إلى مدينة الزنتان ونالوت لدعم قوات الكتائب الموجودة هناك".
مصراتة تعاني
وفي مصراتة تسبب القصف العنيف في سقوط عدد من المدنيين أمس بينهم أربعة أطفال من عائلة واحدة، بعد مقتل أكثر من أربعين الاثنين إثر إطلاق الكتائب الأمنية النار على حشد في وسط المدينة.
ويزداد الوضع الإنساني سوءا في مصراتة بسبب استمرار الحصار والقصف، وسط انقطاع خدمات الكهرباء والمياه عن المدينة.
وضاقت مستشفيات المدينة بالجرحى في ظل نقص كبير في الأدوية، وقد ناشد الأهالي توفير مستشفى عائم يرسو في ميناء المدينة الذي يسيطر عليه الثوار لمعالجة العدد الكبير من الجرحى.
كما أفادت الأنباء بأن كتائب القذافي تهاجم بثمانين آلية محملة بالأسلحة منطقتي جالو وأوجلا جنوب غرب ليبيا، واعتقلت 15 شخصا بعد مواجهات مع الثوار.
مشارف أجدابيا
وفي أجدابيا (شرق) قال الصحفي عريش سعيد في اتصال مع الجزيرة إن الثوار يستعدون لشن هجمات ليلية على قوات القذافي المرابطة عند مداخل المدينة الشرقية والغربية، وأكد مشاهدته علم الثوار الليبي يرفرف في أغلب أحياء المدينة.
وكان مراسل الجزيرة عبد العظيم محمد ذكر في وقت سابق أن الكتائب الأمنية للقذافي قصفت الأحياء الغربية للمدينة التي تعرضت لقصف بالدبابات وراجمات الصواريخ, مشيرا إلى تدمير العديد من المنازل.
وكانت قوات التحالف قصفت الاثنين كتائب القذافي المتمركزة بالمنطقة ما بين مدينتيْ البريقة وأجدابيا، وفق ما ذكرته وسائل إعلام أميركية.
كما قصفت قوات التحالف رتلا لكتائب القذافي كان متجها نحو الشرق من مناطق الجنوب الغربي.
قصف بنغازي
وفي بنغازي أفاد مراسل الجزيرة بأن طائرات التحالف اعترضت بين الرجمة والأبيار طائرة تابعة للنظام محملة بالجنود والعتاد على بعد ستين كيلومترا شرق المدينة التي يسيطر عليها الثوار.
وأفاد مراسل الجزيرة في بنغازي علي هاشم باعتقال أعداد كبيرة من عناصر اللجان الثورية في المدينة بينهم كوادر قيادية، كما تحدث عن وجود تنسيق بين المجموعات المسلحة الثورية والمجلس العسكري الانتقالي لتوحيد المسلحين تحت قيادة مشتركة.
وذكر أن هذه الخطوة أملتها ضرورة وجود جسم موحد يشرف على العمليات العسكرية والتطورات المتلاحقة بشأن زحف الثوار نحو الغرب، وهو ما يستدعي تنسيقا وقيادة موحدة.
وفي بنغازي أيضا جدد قائد كتيبة الصاعقة في بنغازي اللواء خليفة عمر المسماري تأكيده دعم الثوار والانضمام لمطالبهم والمشاركة في العمليات ضد فلول كتائب القذافي، وتكذيبه لما بثه التلفزيون الرسمي من أنه انقلب على الثوار.
صور للجزيرة
وفي سياق متصل بثت الجزيرة صورا تبين ثلاثة أفراد من كتائب القذافي أسروا عند محاولة دخول قوات الكتائب إلى مدينة بنغازي ليلة الجمعة الماضية. وتوضح الصور جثة يقول الثوار إنها تعود لخالد عبد الله المصدور آمر سرايا الدبابات في باب العزيزية.
وأكد الثوار الذين أسروا هؤلاء الأفراد أنه قد تمت معالجتهم في إحدى مستشفيات بنغازي إثر تعرضهم للإصابة جراء القتال.
تحطم طائرة
من جهة أخرى أعلن متحدث باسم القيادة العسكرية الأميركية لأفريقيا أن طائرة حربية من طراز أف 15 تحطمت أثناء مشاركتها في العمليات العسكرية في ليبيا.
وقال المتحدث فينس كرولي إن سبب سقوط الطائرة عطل فني وليس إصابتها بنيران مضادات، وإن طاقمها المؤلف من فردين سالمان.
وأفاد متحدث آخر من القيادة ذاتها بأن الطيارين أصيبا إصابات طفيفة عقب نجاتهما بالمظلة قبل سقوط الطائرة.
وقال بيان عسكري أميركي إن بعض أجهزة الطائرة أصيبت بعطل أثناء تحليقها فوق شمال شرقي ليبيا.