20110324
الجزيرة
قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن صوت إطلاق نار مضادات للطائرات سمع صباح اليوم في مدينة طرابلس، بعد ليلة شهدت غارات شنتها قوات التحالف على العاصمة الليبية، فيما تتواصل المعارك بين كتائب العقيد الليبي معمر القذافي وقوات الثوار في مدينتي مصراتة والزنتان وبلدة أجدابيا.
وحسب الوكالة فقد انطلقت أصوات مضادات الطائرات بكثافة في العاصمة طرابلس، حيث تدخل العمليات العسكرية التي تشنها قوات التحالف يومها السادس.
وكانت السلطات الليبية قد ذكرت أن عددا كبيرا من المدنيين قتلوا خلال غارات الليلة الماضية، على طرابلس.
وقد اصطحب مسؤولون ليبيون صحفيين إلى مستشفى طرابلس في وقت مبكر اليوم ليجعلوهم يرون ما قالوا إنها الجثث المتفحمة لثمانية عشر عسكريا ومدنيا قتلتهم الغارات الجوية، أو الهجمات الصاروخية للقوات الغربية.
وقالت وكالة الأنباء الليبية نقلا عن مصدر عسكري إن غارات الليلة الماضية استهدفت حيا سكنيا في تاجوراء شرقي طرابلس مما أوقع عددا كبيرا من القتلى المدنيين. وقالت الوكالة إن الحي قصف ثلاث مرات, استهدفت المرة الثالثة المسعفين الذين كانوا يقومون بإنقاذ ضحايا الغارتين الأولى والثانية.
وأوضح المصدر أيضا أنه "يتم قصف مواقع مدنية وعسكرية في مدينة الجفرة" (600 كم إلى الجنوب). وسمعت صفارات سيارات الإسعاف مساء الأربعاء في وسط طرابلس وحي تاجوراء، حسب مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي الشرق أجبرت الغارات الجوية قوات القذافي على التراجع من مدينة بنغازي في اتجاه أجدابيا التي لا تزال تشهد معارك عنيفة بين قوات القذافي والثوار. وتستميت كتائب القذافي في الدفاع عن أجدابيا كونها تشرف على أهم المدن التي تحوي مرافئ ومصافي النفط الليبي.
العمليات على الأرض
وعلى الصعيد الميداني ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية في وقت سابق أن قتالا عنيفا وقع في بلدة جنوب غرب طرابلس مما أدى لمقتل تسعة أشخاص.
كما صعدت كتائب القذافي الأمنية عملياتها العسكرية على مدينتي مصراتة والزنتان وبلدة أجدابيا. وقال الثوار إنهم غير قادرين على التقدم نحو أجدابيا خشية الأسلحة الثقيلة لدى قوات القذافي.
كما قصفت دبابات كتائب القذافي وسطَ مدينة مصراتة, مما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين بينهم أربعة أطفال من عائلة واحدة. وناشد الأهالي توفير مستشفى عائم يرسو في ميناء المدينة الذي يسيطر عليه الثوار لمعالجة العدد الكبير من الجرحى.
أما في الزنتان فطهّر الثوار غابة الكشافة شرقي المدينة وتصدوا لمحاولة دخول قوات القذافي من الجهة الشمالية.
وأفاد مراسل الجزيرة أن طائرات التحالف اعترضت بين الرجمة والأبيار طائرة تابعة للنظام محملة بالجنود والعتاد على بعد ستين كيلومترا شرق بنغازي. كما أن طائرات التحالف أغارت على رتل من كتائب القذافي كان متجها نحو الشرق من مناطق الجنوب الغربي.
في الوضع الميداني أيضا علمت الجزيرة أن حسين جبران -وهو أحد أبرز القادة العسكرية التابعين للنظام وقائدُ جحفل النسور- قُتل قرب طرابلس.
تدمير سلاح الجو
في هذه الأثناء أكد ضابط كبير في الجيش البريطاني أمس أن الطيران الحربي الليبي "لم يعد موجودا كقوة قتالية" بعد الضربات الجوية التي نفذها التحالف الدولي.
وقال الجنرال في سلاح الجو البريطاني غريغ باغويل لوسائل إعلام بريطانية أثناء زيارة قاعدة جويا دل كولّي جنوبي إيطاليا "نمارس ضغطا متواصلا وشديدا على القوات المسلحة الليبية. قواتهم الجوية لم تعد موجودة كقوة قتالية".
ويقلع من هذه القاعدة قسم من الطائرات البريطانية التي تشارك في عمليات التحالف الدولي بليبيا وفي فرض منطقة الحظر الجوي.
وأضاف باغويل أن ضربات التحالف "دمرت غالبية القوات الجوية" التابعة للعقيد القذافي، كما اعتبر "أن أنظمة الدفاع الجوي بالكامل وشبكات القيادة والرقابة" للجيش الليبي "تضررت كلها"، وبات بإمكان التحالف "العمل في المجال الجوي الليبي دون أي قلق".
وقال "لا أعرف على ماذا يطلق النيران، لكن لا يمكنه أن يصيبنا"، مشيرا إلى أن قوات التحالف "تراقب باستمرار القوات البرية الليبية"، وأوضح "أننا نهاجمها كلما هددت أو هاجمت مدنيين أو مراكز سكنية".