20110325
الجزيرة
رفضت المعارضة السنغالية دعوة الرئيس عبد الله واد إلى عقد جلسات للحوار يفترض أن تنطلق اليوم الجمعة، بهدف التوصل إلى تفاهم بين الطرفين لتجاوز حالة الجفاء السياسي السائدة منذ سنتين تقريبا. وبررت المعارضة موقفها بعدم جدية النظام وأنه يريد حوارا شكليا.
وأكد الرئيس واد في الدعوة التي وجهها للمعارضة السبت الماضي أن "المصلحة العليا للبلد تقتضي حوارا ديمقراطيا" وتعهد بتشكيل لجنة لصيانة المكتسبات الديمقراطية تتناصف عضويتها بين المعارضة والموالاة.
وقال أيضا إن هذه اللجنة ستكلف بتطوير الحوار بين النظام والمعارضة، كما أنها ستكون إطارا دائما للتشاور والحوار بين الجانبين.
وأعلن المنسق الدوري لأحزاب المعارضة عبد الله باتيلي أن الرفض سببه أن الحوار مع النظام القائم لم يعد مجديا.
وجاء في بيان الحزب الاشتراكي الأربعاء أن الرئيس واد "غير راغب أصلا في الحوار وأن القنوات التي سلكها ليست هي القنوات المناسبة لإطلاق حوار صادق مع المعارضة".
ويرى الاشتراكي –وهو أكبر أحزاب المعارضة- أن الرئيس يسعي إلى جر المعارضة لحوار شكلي يستغله إعلاميا ويمتص به الاحتقان الداخلي.
وقال البيان "الرئيس ينطلق دائما وكالعادة من حسابات سياسية ضيقة ولا يراعي في ذات الوقت مسؤولياته الكبرى كرئيس جمهوري تقع على عاتقه مهام جسام تجاه مصالح البلد".
ويعتبر الحزب المعارض أن النظام الذي قال إنه يعيش أزمة تناقضات داخلية عميقة "أصبح يمارس سياسة الضحك على الذقون وسيلة لتأمين دعائمه".
ومن جهته طرح الإعلامي سيد الأمين أنياس -الذي سيّر مظاهرة ضخمة السبت الماضي ضد النظام– مبادرة عامة من 19 نقطة، لخصها في جملة من المطالب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، كتخفيض أسعار المواد الغذائية وخلق فرص عمل لآلاف الشباب العاطلين عن العمل والتغلب على مشكلة ضعف الشبكة الكهربائية.
وقال أنياس إن النظام سيواجه أزمة تعصف بأركانه إذا لم يوفر حلولا عاجلة لما بات يعرف بالحاجيات الأساسية للسنغاليين.
مطالب
ويعتبر الاستشاري بمجال حقوق الإنسان الحسن جالو أن أزمة النظام الحاكم اجتماعية بالمقام الأول، مشيرا إلى أن المعارضة تتغذى من فشل السياسات الاجتماعية لذلك النظام، محذرا بحديث للجزيرة نت السلطات من نقمة الشباب الذي يعاني من البطالة والتهميش.
غير أن أحزاب الأغلبية الرئاسية رحبت في بيان أصدرته اليوم بدعوة الرئيس للحوار، ودعت قوى المعارضة لتجاوز ما سمتها المصالح الضيقة وخلافاتها مع النظام من أجل مصلحة الوطن.
ومن جهته، اعتبر المدير الناشر لجريدة الصحوة، فاضل كي، أن المعارضة فوّتت فرصة ثمينة للحوار، وقال للجزيرة نت إن قبولها ربما كان يمكنها من الحصول على ضمانات قوية منها شفافية الانتخابات الرئاسية المقبلة.
يُذكر أن صفحات الشباب السنغالي على موقع فيسبوك تضم مجموعة من المطالب الاجتماعية، كما تحولت جدران بعض المرافق العمومية بالعاصمة دكار إلى منبر لتوصيل معاناة المواطنين، وهو أسلوب عريق في أدبيات النضال السياسي بالسنغال.