20110328
العالم
جددت الكتائب الأمنية التابعة للعقيد الليبي معمر القذافي قصفها مدينة مصراتة التي يسيطر عليها الثوار، في حين شوهدت مركبات عسكرية تابعة للقذافي وسيارات مدنية تفر من سرت نحو العاصمة طرابلس. يأتي ذلك وسط تقدم سريع للثوار باتجاه الغرب بعد سيطرتهم على بن جواد وراس لانوف والعقيلة والبريقة وأجدابيا.
وأفادت وكالة رويترز للأنباء بأن كتائب القذافي تستخدم الدبابات ومدافع الهاون في قصفها لمصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، ونسبت لشاهد عيان القول إن قناصة موالين للقذافي لا يزالون متمركزين على الأسطح. وذكر متحدث باسم الثوار للجزيرة أن عمالا أجانب أصيبوا خلال عمليات القصف، الذي وصفه بالعشوائي.
وفي وقت سابق أفادت مصادر للجزيرة بأن الكتائب تلقت دعما من تاورغاء وزليطن غرب مصراتة، وأنها تحاول اقتحام المدينة من المحورين الشرقي والغربي.
وأضافت المصادر نفسها أن قوات التحالف الدولي قصفت الكتائب المتمركزة في منطقة طمينة من البوابة الشرقية لمصراتة بعد أن قصفت هذه الكتائب بالدبابات ميناء قصر أحمد ومناطق أخرى، حيث يوجد تجمع للاجئين من جنسيات مختلفة، أغلبهم مصريون.
هروب من سرت
في هذه الأثناء، ذكر مراسل لرويترز أن قافلة تضم عشرين مركبة عسكرية من بينها شاحنات تحمل مدافع مضادة للطائرات شوهدت الأحد تغادر سرت، التي تسيطر عليها قوات القذافي، وتتحرك غربا نحو طرابلس.
كما شوهدت عشرات من السيارات المدنية تقل أسرا ومحملة بالأمتعة تتحرك غربا على الطريق الساحلي من سرت نحو العاصمة الليبية.
وكان الثوار الليبيون قد دخلوا بلدة بن جواد شرقي ليبيا دون اشتباكات، وذلك بعد أن سيطروا بشكل كامل على راس لانوف والعقيلة والبريقة وأجدابيا، في حين تراجعت الكتائب الموالية للعقيد معمر القذافي إلى سرت بعد تعرضها لقصف عنيف من قوات التحالف الدولي.
وحسب مراسل الجزيرة عبد العظيم محمد، بدت البلدة آمنة بعد أن مشطها الثوار، الذين تقدموا سبعة كيلومترات غربيها ووصلوا قرب منطقة النوفلية.
وكانت بن جواد -التي تبعد 525 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس- أبعد نقطة سيطر عليها الثوار قبل تعرضهم لسلسلة انتكاسات أجبرتهم إلى التراجع حتى بنغازي شرقا قبل التدخل العسكري الدولي ضد القذافي.
وبهذا التقدم يكون المعارضون قد استعادوا السيطرة على كل المرافئ النفطية الرئيسة شرقي ليبيا، خاصة السدرة وراس لانوف والبريقة والزويتينة وطبرق.
احتمال الانهيار
في الأثناء، قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إن ثمة "مؤشرات" على تقهقر قوات القذافي غربا جراء الضربات الجوية على المدرعات وخطوط الإمداد، وإن أي احتمال بمهاجمة تلك القوات مدينة بنغازي "قد أبعد". وحسب غيتس فإنه "يجب عدم التقليل من شأن إمكانية انهيار نظام القذافي".
وفي وقت سابق اليوم أفاد مراسل الجزيرة عبد العظيم محمد في اتصال مباشر من راس لانوف بأن الثوار دخلوا صباح اليوم إلى المدينة، التي انسحبت منها كتائب القذافي أمس، حسب السكان.
وكان الثوار قد دخلوا صباح اليوم أيضا إلى مدينة العقيلة، ونقل المراسل عن شهود قولهم إن كتائب القذافي تركت المدينة منذ فجر أمس على متن نحو خمسين سيارة مدنية، وتركت وراءها ذخائر وآليات عسكرية.
غارات جوية
وقد نشرت وزارة الدفاع البريطانية صورا لما قالت إنها غارات جوية استهدفت مواقع لكتائب القذافي في مدينة أجدابيا وعلى الطريق بينها وبين مدينة سرت.
وتظهر الصور إطلاق طائرات من طراز "تورنادو" صواريخ على آليات عسكرية لكتائب القذافي في مدينة أجدابيا.
ومن جهة أخرى قالت السلطات الليبية إن منطقة سبها والطريق بين مدينتي أجدابيا وسرت تعرضت لغارات جوية من قوات التحالف أوقعت ضحايا بين المدنيين والعسكريين.
من جهتها أعلنت القوات المسلحة الفرنسية أن طائرات حربية فرنسية دمرت خمس طائرات عسكرية ليبية ومروحيتين في القاعدة الجوية بمصراتة في الساعات الـ24 الماضية، وذلك أثناء استعدادها لتنفيذ هجمات في المنطقة.