أبلغت إسرائيل دول المغرب العربي، عبر حلف شمال الأطلسي (الناتو) ووسطاء أميركيين، بأنها معنية مباشرة بالأمن في الجهة الغربية من البحر المتوسط ومضيق جبل طارق والممرات البحرية التجارية المتاخمة للشواطئ الجزائرية والليبية.
وقالت صحيفة "الخبر" الجزائرية إن وسطاء غربيين تحدثوا عن قلق إسرائيلي متنام من زيادة قوة البحرية الجزائرية في السنوات الأخيرة.
وكانت الجزائر حصلت على صواريخ بحرية روسية متطورة نهاية العام الماضي لها القدرة على تدمير أهداف بحرية على بعد 300 كيلومتر من موقع منصة إطلاقها.
وأوضحت الصحيفة أن الجزائر تتعرض لضغوط أميركية منذ زيارة وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رمسفيلد عام 2006 حيث بحث مع السلطات الجزائرية حينها أن تقدم ضمانات بعدم مهاجمة قطع البحرية الجزائرية للأسطول البحري التجاري الإسرائيلي في حالة وقوع حرب شاملة بين العرب وإسرائيل.
كما تطرقت الزيارة الأميركية آنذاك للمخاوف الغربية من تسلل "إرهابيين" منتمين لقاعدة المغرب إلى عرض البحر وتنفيذهم اعتداءات في خطوط الملاحة البحرية التجارية.
وتنقل الصحيفة الجزائرية عن مصدر قوله إن المخاوف الغربية في هذا الشأن قد تعاظمت، فطبقا لمعاهدة الدفاع العربي المشترك ستشارك الجزائر في أي حرب عربية إسرائيلية ولو نظريا، وبهذا ستكون البحرية الحربية الجزائرية جزءا من الأسطول الحربي الذي سيقاتل إسرائيل.
وأبلغت حكومة تل أبيب عبر وسطاء أميركيين الجزائر قلقها الشديد من تزايد قوة البحرية الجزائرية التي باتت تشكل خطرا على الأمن القومي الإسرائيلي، خاصة مع تمسك الجزائر بـ''الموقف العدائي ضد إسرائيل'' التي تحتاج لضمان أمن تجارتها البحرية التي تعد رئتها التي تتنفس بها.
ويمر ما بين 60% و70% من إجمالي التجارة الخارجية الإسرائيلية المقدر قيمتها بنحو 80 مليار دولار عبر مضيق جبل طارق وممرات بحرية لا تبعد عن بعض القواعد البحرية الجزائرية سوى بنحو 100 ميل بحري.
وتنقل صحيفة الخبر أن الجزائر تحاول عبر قنوات دبلوماسية طمأنة عدة دول غربية مشاطئة لغرب البحر الأبيض المتوسط بأن ترسانتها البحرية لها مهمة واحدة هي الدفاع عن الوطن وأن ذلك يدخل ضمن صلب العقيدة القتالية للجيش الجزائري