20110401
الجزيرة
استعادت كتائب العقيد الليبي معمر القذافي السيطرة مجددا على مدينة البريقة شرقي البلاد، فيما يسعى الثوار لتأخير زحف الكتائب باتجاه أجدابيا التي نزح منها المزيد من السكان متجهين إلى بنغازي. يأتي ذلك في وقت دارت فيه معارك عنيفة بين كتائب القذافي والثوار المدافعين عن مدينة مصراتة في الغرب.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن كتائب القذافي استطاعت دفع الثوار بعيدا عن البريقة باتجاه الشرق، مستخدمة القصف المدفعي وراجمات الصواريخ. وكانت طائرات التحالف الدولي تحلق فوق المنطقة فيما سمع دوي خمسة انفجارات.
وذكر مراسل الجزيرة أن الثوار دفعوا بتعزيزات عسكرية إلى الجبهة الأمامية نحو البريقة.
وتأتي سيطرة قوات القذافي على البريقة بعد يوم من سيطرتهم على مدينة رأس لانوف والقرى المحيطة بها بعد قصف عنيف لمواقع الثوار بأسلحة ثقيلة.
معارك مصراتة
في هذه الأثناء واصلت كتائب القذافي قصف مدينة مصراتة، حيث أوقع القصف نحو عشرين قتيلا بحسب مصادر الثوار الذين قالوا إنهم استطاعوا قتل عدد من القناصة المنتشرين في بعض شوارع المدينة.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن قتالا عنيفا اندلع بين الثوار وكتائب القذافي وسط المدينة، في وقت كانت تسمع فيه أصوات الانفجارات.
وعلى الرغم من تراجع الثوار من بعض المناطق التي كانوا قد سيطروا عليها، فإن مدينة أجدابيا الإستراتيجية لا تزال تحت سيطرتهم، وقد شهدت المعارك بين الثوار وكتائب القذافي تقدما وتراجعا على شريط يربط بين أجدابيا وبن جوّاد.
يأتي ذلك في وقت واصلت فيه قوات القذافي تعزيز مواقعها جنوب أجدابيا (160 كلم جنوب بنغازي)، وسط توقعات باستئناف هجومها باتجاه بنغازي.
قيادة الثوار
في هذه الأثناء عقد المجلس الوطني الانتقالي الليبي اجتماعا في مدينة بنغازي لدراسة تطورات الميدان بعد تراجع الثوار.
وقد حضر الاجتماع قادة المجلس العسكري وممثلون عن ائتلاف ثورة السابع عشر من فبراير، كما حضره لأول مرة مندوبون عن أهالي مصراتة.
وقال رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل إن الثوار ينقصهم التنظيم، ولم يستبعد تغييرا في القيادة العسكرية لإدارة العمليات في الميدان.
رداءة الطقس
وفي واشنطن قال قائد الجيوش الأميركية الأميرال مايك مولن أمام أعضاء مجلس الشيوخ إن سوء الأحوال الجوية في ليبيا منذ بداية الأسبوع يحد من فعالية الضربات الجوية ضد قوات القذافي، موضحا أن الغيوم منعت الطائرات من استهداف هذه القوات بدقة مع التأكد من أنها لا تسبب سقوط ضحايا في صفوف السكان المدنيين.
وأوضح مولن أن ذلك قلص -أكثر من أي شيء آخر- فعالية الطائرات المكلفة بتوجيه الضربات والتي لا يمكنها أحيانا أن ترى الأهداف بدقة.
وسمحت الأحوال الجوية للقوات الموالية للقذافي بشن هجومها المضاد نحو الشرق في حين كانت خطوط الثوار ممتدة، كما قال مولن.
وأكد مولن أن قوات القذافي ليست على حافة الانهيار مع أن ضربات التحالف شلت ربع قدراتها، وقال إن التحالف ضرب بقوة وسائل القذافي العسكرية "ودفاعه الجوي ووسائل القيادة لديه، وقلص قوة جيشه بواقع من 20 إلى 25%.
وفي غضون ذلك، أطلقت وزارة الدفاع البلجيكية أول صور لعملياتها العسكرية في ليبيا. وتظهر الصور إحدى المقاتلات من نوع أف-16، وهي تستهدف موقعا في أحد المطارات التي تسيطر عليها كتائب القذافي.
وأضافت الوزارة أن الهدف كان طائرة من نوع سوخوي/2. وتشارك بلجيكا بست مقاتلات حربية في إطار عمليات التحالف الدولي لمراقبة منطقة حظر الطيران في أجواء ليبيا.
قيادة الناتو
وعلى صعيد متصل، أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أنه تسلم صباح اليوم القيادة الحصرية للعمليات الجوية الدولية في ليبيا.
وقال الناتو إنه تسلم القيادة عند الساعة السادسة صباحا بتوقيت غرينتش، وإنه وضع الموارد الضرورية لتنفيذ عملية حظر السلاح على ليبيا ومنطقة الحظر الجوي، واتخاذ الإجراءات لحماية المدنيين والمراكز المدنية.
وبموجب تفويض قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973، سيركز الناتو على حماية المدنيين والمناطق المأهولة بالمدنيين ضد تهديد الهجمات.
وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى في 17 مارس/آذار 2011 القرار 1973 الذي ينص على استخدام القوة في ليبيا لحماية المدنيين من الاعتداءات، مع التشديد على رفض أي شكل من أشكال الاحتلال لأي جزء من الأراضي الليبية.