اختار الفنان الإيطالي كرم سيباستيان كاناريلا استقبال رمضان بمعرض فني للخط العربي بدأ قبل 12 يوما، ويمتد طيلة الشهر المبارك بالمركز الثقافي الإيطالي بالرباط.
وكرم كاناريلا ولد بجزيرة صقلية في 1942 وتعلم الفنون في المدارس الإيطالية، ونظم عدة معارض فردية وجماعية في إيطاليا فرنسا وبريطانيا وألمانيا.
واعتنق كاناريلا الإسلام في 1993 بالمغرب، وهو ما كان نقطة تحول كبيرة في حياته الفنية والشخصية جعلته يركز أعماله على الجمع بين الفن الحديث والإسلام قرآنا وسنة وتراثا.
وعرض بعض الأعمال في معرض بالرياض برعاية الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز في 1995، شمل 1300 لوحة عن سور ومقاطع من القرآن الكريم وحوالي 450 لوحة عن الأحاديث الشريفة.
طريق فريد
وحسب الكاتب المغربي عبد الله الستوكي، فإن الموقع الجغرافي لبلد كرم كاناريلا وميراثه الإسلامي وطفولته وسط ذلك الميراث عناصر اجتمعت لتحثه على شق طريق نحو الإسلام ينفرد به، وهو طريق الجمال الروحي أو الروح الجميلة.
وقال الستوكي في حفل افتتاح المعرض إنه لا يعرف "إلا النزر اليسير عن الفنان قبل إسلامه، لكنه موقن أنه بلغ بهدوء مبلغ الإيمان بالإسلام باتباع مسار جمالي عميق فرض نفسه عليه ليكون طريقا جذابا لا يقاوم" واعتبره "بؤرة مشروع لقاء بين الغرب والشرق".
وقال جيورجيو ساليرنو مدير المركز الثقافي الإيطالي بالمغرب "العالم الجميل لسيباستيان كاناريلا يتكون من عنصرين: بلده الأصلي، إيطاليا، واندماجه التام في بلده الثاني، المغرب، حيث تعرف على الإسلام وقرر دخوله مختارا اسم كرم".
وقال للجزيرة نت إن "كاناريلا رغم انتمائه لتيار ما بعد الحداثة، يعتني كثيرا بالتراث، خاصة من الثقافة الإسلامية التي دفعته إلى الاهتمام بالرموز والإشارات الموجودة في هذه الثقافة الكبرى"، وخلص إلى أن مشروعه لجمع ثقافتين وعالمين لقي ترحيب واهتمام المركز الثقافي الإيطالي "وذلك هو جوهر عملنا في هذا البلد".
حروف ورموز
لا يلتزم كاناريلا بقواعد الخط العربي المتعارف عليها في هذا الفن العريق، لكن يقدم عالما من الحروف والعلامات والإشارات تتخذ عدة أشكال، حسب الكاتب عبد الله الستوكي والناقد عبد الله الشيخ، فهي حروف تتشكل أو أخرى بارزة للعيان، أو مقاطع من القرآن الكريم وضعت ضمن عالم جذاب من الألوان والأشكال تركت للزائر لتحثه على إعادة النظر في التراث من خلال رؤية حداثية.
واختار كاناريلا لبعض لوحاته عناوين ذات دلالة مثل "لقاء ثقافي" و"سليمان" و"انعكاس الذاكرة" و"قنطرة صقلية" و"نور حديقة الرموز"، وغيرها من عناوين محملة بالمعاني الحضارية والثقافية والروحية.