20110401
الجزيرة
يتساءل الكاتب الأميركي بيتر بيرغن –وهو مدير برنامج في مؤسسة نيو أميركا- عن كون الغرب قد وقع في فخ القاعدة بليبيا وسط احتدام الجدل بالإدارة الأميركية وحلفائها بشأن تسليح الثوار، مشيرا إلى أن القاعدة لعبت دورا هامشيا في الثورات العربية بشكل عام.
ويقول في مقاله بصحيفة ديلي تلغراف إن كشف المخابرات الأميركية يوم الثلاثاء عن وجود بعض عناصر القاعدة في ليبيا أذكى جدلا داخل إدارة أوباما وحتى التحالف بشأن المخاوف من أن تقديم الأسلحة للثوار ربما يساعد أعداء الغرب.
وحسب المسؤولين في المخابرات الأميركية، فإن المشكلة الأساسية تكمن في تحديد أميركا للتشكيلة الأساسية للثوار في ليبيا، وهنا يتساءل الكاتب عن مدى مشروعية المخاوف الأميركية إزاء انخراط القاعدة في الحرب الأهلية؟
ويمضي بيرغن قائلا إن المخاوف تتركز على الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة التي تأسست في تسعينيات القرن الماضي وأطلقت حرب عصابات ضد العقيد معمر القذافي، وأعلنت في السنوات الأخيرة عن رفضها لفكر تنظيم القاعدة ووافقت على الدخول في مرحلة وقف لإطلاق النار مع الحكومة الليبية، وعلى أساس ذلك تم الإفراج عن إسلاميين من السجون الليبية.
كما أكد زعيم الجماعة السابق في لندن نعمان بن عثمان أن الجماعة لم تنفذ أي هجمة ضد الغرب أو المدنيين، مشيرا إلى أن اهتمامها ينصب على تغيير النظام أكثر منه على الحرب الكونية.
ويقول الكاتب إن ما يقلق واشنطن لا يقتصر على ليبيا، فالقاعدة في شبه الجزيرة العربية قد تنتعش مجددا
–حسب تعبيره- بعد تدهور الأوضاع في اليمن.
دور القاعدة
ولكن بيرغن يؤكد أن القاعدة والمنتسبين إليها في العالم الإسلامي كانوا دائما ينشطون لدى اندلاع الحروب الأهلية، مدللا على ذلك بجماعة الشباب في الصومال والقاعدة بالعراق.
ولكن الكاتب يرى أن ما يميز الثورات العربية الأخيرة
–سواء في تونس أو القاهرة أو صنعاء- هو أن المحتجين لم يرفعوا راية زعيم القاعدة أسامة بن لادن، ولم يحرقوا الأعلام الأميركية.
ويضيف بيرغن أن كل ذلك يشير إلى أن القاعدة ليست جزءا من ربيع العرب الذي اندفع بقوة الشباب والآفاق الاقتصادية القاتمة لدى العديد منهم، وبالسخط إزاء الحكم المستبد الذي طال عقودا من الزمن.
ويختم بأنه ما ينجم عن هذه الثورات لن يكون مصدر ترحيب لدى القاعدة، فالمحتجون لا ينشدون حكما على غرار حكم طالبان، ولكنهم يتطلعون إلى حكم ينشده جميعنا: الحكومة التي تخضع للمحاسبة، وسيادة القانون، والمستقبل المشرق، وعندما يتعلق الأمر بأي من تلك المسائل، فإن القاعدة لا تملك الكثير من الأفكار الحقيقية، حسب تعبير الكاتب.