20110401
الجزيرة
قالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن حكومة ديفد كاميرون أعلنت أنها في اتصال مع عشرة مسؤولين كبار في نظام القذافي لاحتمال انشقاقهم، وهذا بعد الوصول المثير لوزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا وإعلان انشقاقه.
وبينما كان كوسا يتحدث مع المسؤولين البريطانيين أمس، حاول النظام الليبي التقليل من أثر الصدمة بادعاء أن الوزير المنشق مرهق ويعاني من مشاكل عقلية.
وتقول الصحيفة إن قدرة نظام القذافي على وقف تداعي تماسكه تبدو محدودة، لأن الحكومة البريطانية تتصل بالفعل مع عشرة مسؤولين، كما أن دبلوماسيين ليبيين في الأمم المتحدة قالوا إنهم يتوقعون مزيدا من الانشقاقات بعد ورود أنباء عن انشقاق مسؤول كبير في السفارة الليبية بلندن.
وكانت حدة شائعات الانشقاق قد زادت بعد تأكيد انشقاق علي عبد السلام التريكي الذي شغل وزارة الخارجية كما تولى مقعد ليبيا في الأمم المتحدة، احتجاجا على استخدام قوات الأمن الليبية الرصاص ضد المتظاهرين المدنيين.
وتقول الصحيفة إنه رغم التكذيب الرسمي فإن شائعات تروج في طرابلس إضافة إلى تقرير لقناة الجزيرة تحدثت عن احتمال انشقاق أبو زيد عمر دوردة رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية، ومحمد الزاوي سكرتير مؤتمر الشعب العام، وعبد اللطيف العبيدي نائب وزير الخارجية، وشكري غانم وزير النفط، لكن غانم أبلغ رويترز أنه لم يهرب وأنه في مكتبه بطرابلس.
وقال الثوار إن دوردة أُرسل لتصفية موسى كوسا، لكنه بدلا من ذلك قرر الانضمام إلى مجموعة من المسؤولين الليبيين في مطار جربة بتونس حيث كانوا يخططون للانشقاق.
وأكدت الصحيفة أن الحكومة البريطانية تحدثت مع محمد إسماعيل وهو أحد مساعدي سيف الإسلام القذافي أثناء زيارته الأخيرة للندن، وتركز الحديث على محاولة الاتصال بأعضاء في نظام القذافي لتشجيعهم على الانفصال أو على الأقل انسحابهم من النظام.
ولكن الحكومة البريطانية نفت أي اتصال مع محمد إسماعيل، غير أنها أكدت في المقابل وجود اتصالات ظلت مستمرة أدت للوصول إلى انشقاق وزير الخارجية الليبي السابق.
وقالت الصحيفة إن تأكيد كوسا انشقاقه يثير أسئلة عن أعمال إرهابية وانتهاكات ارتكبها نظام القذافي عندما كان هو مسؤولا بارزا في جهاز الاستخبارات الليبي، فهناك أسئلة عن تفجير لوكربي ومقتل الشرطية البريطانية إيفون ريدلي.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن كوسا لم يحصل على حصانة قضائية مقابل انشقاقه، لكن مصادر داخل مقر رئاسة الوزارة البريطانية قالت إنه يحتمل أن تتم معاملة كوسا كشاهد.
لكن الأولوية الآن هي الحديث مع الوزير المنشق لمعرفة وضع نظام القذافي خاصة القدرات العسكرية التي يملكها ومحاولة التعرف على منشقين محتملين آخرين، وربما بمساعدته والتنسيق معه.
كما تثير الصحيفة مسألة وضعه النفسي، وتقول إن معارضين بارزين أبدوا قدرا ضئيلا من التعاطف مع كوسا، مستشهدة بتصريح لمصطفى الغرياني -وهو ناطق باسم حكومة الثوار- أن كوسا متورط في جرائم اغتيال كثيرة استهدفت معارضين في الخارج، كما أنه مسؤول عن عمليات قمع وحشية في الداخل، وقال "يدا هذا الرجل ملطختان بالدماء، وهناك اغتيالات موثقة وعمليات تعذيب، هناك توثيق لما ارتكبه كوسا، ونريد أن يحاكمه الشعب الليبي".