20110401
الجزيرة
قالت صحيفة ذي غارديان إن نظام العقيد معمر القذافي أرسل أحد مبعوثيه الثقات إلى لندن لإجراء محادثات سرية مع المسؤولين البريطانيين.
وأكدت مصادر بريطانية للصحيفة أن محمد إسماعيل -رئيس مساعدي سيف الإسلام القذافي- وصل لندن مؤخرا. ويُعتقد أن الاتصال بإسماعيل إلى جانب اتصالات مع مسؤولين ليبيين آخرين دليل على أن النظام الليبي يبحث عن إستراتيجية خروج.
وجاء الإعلان عن زيارة إسماعيل عشية الانشقاق المثير لوزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا الذي كان قناة الاتصال الوحيدة بين بريطانيا ونظام القذافي.
ويقود الحديث مع كوسا فريق يتضمن السفير البريطاني في ليبيا ريتشارد نورذرن وضباط من جهاز (إم آي 6) لكنه قد يأخذ وقتا بسبب قلق كوسا على عائلته التي تركها في ليبيا.
ورفضت الخارجية البريطانية التعليق عن الاتصالات مع محمد إسماعيل أو أي مسؤولين ليبيين آخرين، لكن مصادر دبلوماسية غربية تتحدث عن أن أبناء القذافي -سيف الإسلام والساعدي ومعتصم- يبحثون عن طريق للخروج.
ورغم أنه وجه غير معروف سواء داخل ليبيا أو خارجها فإن تسريبات ويكيليكس قالت إن محمد إسماعيل معروف بين الدبلوماسيين على أنه ممثل لسيف الإسلام القذافي، كما أنه مثل الحكومة الليبية في مفاوضات شراء أسلحة.
وقال متحدث في الخارجية البريطانية للصحيفة إن الرسالة التي وُجهت له هي أنه على نظام القذافي أن يرحل وأنه "ستكون هناك محاكمات في محكمة الجزاء الدولية".
كما تحدث بعض مساعدي أبناء القذافي أنه يمكن أن يتخلوا عن أبيهم من أجل منع انهيار ليبيا ووقوعها في براثن الفوضى.
وإحدى الأفكار التي نقلتها غارديان وقالت إنها لم تستطع التحقق منها هي أن يتخلى القذافي عن السلطة لابنه معتصم الذي يتولى رئاسة جهاز الأمن الليبي، وهذا ليصبح رئيسا لحكومة وحدة وطنية انتقالية تشمل المعارضة، ولا يُحتمل أن تلقى هذه الفكرة دعم الثوار ولا الغرب الذي يريد ذهاب القذافي.
وقالت الصحيفة إنه نُقل أيضا عن علي عبد السلام التريكي رفضه الالتحاق بمنصبه في نيويورك بسبب الدماء التي سالت برصاص الأمن الليبي، وقال مسؤولون إنهم يتحققون من أنباء تحدثت عن انشقاق طارق خالد إبراهيم نائب رئيس البعثة الدبلوماسية الليبية في لندن.
وتقول الحكومة البريطانية إنها لم تمنح كوسا حصانة قضائية، لكن الصحيفة تؤكد أن مصادر حكومية أشارت إلى أن بريطانيا لا تعتقد أن كوسا متورط في ممارسات القذافي، لأنه كان في قلب الاتصالات البريطانية مع نظام القذافي والتي بدأت بعد تخلي طرابلس عن دعم الجيش الجمهوري الإيرلندي في بداية تسعينيات القرن الماضي.
وقال مصدر بريطاني "لم يقل أحد إن كوسا قديس، فهو أحد المقربين من القذافي وتم طرده من لندن في عام 1980 بعدما هدد باغتيال معارضين ليبيين، لكن لا ننسى أنه هو الذي أقنع القذافي بالتخلي عن برنامج أسلحة الدمار الشامل، وربما تكون لديه معلومات عن تفجير لوكربي".
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن لديه إحساسا أن كوسا لم يكن مرتاحا مع القذافي وأنه لمس هذا أثناء حديثهما الهاتفي يوم الجمعة الماضي، وقال هيغ "ما لمسته أثناء حوارنا هو أنه كان محبطا وغاضبا من الوضع في ليبيا".