20110402
الجزيرة
لقي عشرة من ثوار ليبيا مصرعهم في قصف جوي نفذته قوات التحالف الغربي على مشارف مدينة البريقة التي تردد أن الثوار نجحوا في استعادتها، وذلك بعد مقتل 13 آخرين بطريقة مماثلة قرب أجدابيا. في حين واصلت كتائب القذافي قصفها المدفعي لمدينة مصراتة.
ونقلت وكالة رويترز عن أحد الثوار أن بعض قوات القذافي تسللت بين الثوار وأطلقت نيران أسلحة مضادة للطائرات في الهواء بوقت متأخر من مساء الجمعة، وبعد ذلك جاءت طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو) وقصفت الثوار.
في الوقت نفسه قال مراسل لرويترز إنه رأى هياكل محترقة لأربع مركبات على الأقل بينها عربة إسعاف على جانب الطريق بالقرب من المدخل الشرقي للبلدة النفطية، وكان رجال يؤدون صلاة الجنازة عند مقابر قريبة.
وكان 13 شخصا لقوا مصرعهم وأصيب سبعة آخرون في وقت سابق من مساء الجمعة عندما قصفت طائرات الناتو قافلة للثوار تضم أربع سيارات غرب مدينة أجدابيا، كما أشارت الحكومة الليبية من جانبها إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة 12 آخرين إثر غارات بالمنطقة نفسها.
وتراجع الثوار إلى مشارف أجدابيا بعد نجاح كتائب القذافي في استعادة مدن سيطروا عليها مطلع الأسبوع الماضي مثل راس لانوف وبن جواد والبريقة، وذلك بعدما انكشف الغطاء الجوي الذي كان يقدمه التحالف الغربي.
استعادة البريقة
لكن الثوار أعلنوا اليوم أنهم نجحوا في استعادة البريقة من جديد، وهو ما أكده مراسل الجزيرة في طبرق رضا شعبان، لكن عددا من وكالات الأنباء قالت إنها لم تتأكد من الأمر بعد، في حين نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مراسلها أنه رأى جثثا متفحمة لأكثر من سبعة من عناصر كتائب القذافي، كما رأى نحو عشر سيارات تابعة لهذه الكتائب محترقة على حافة الطريق.
وجاءت هذه التطورات بعدما أعلن المجلس الوطني الانتقالي تشكيل قيادة عسكرية موحدة للثوار برئاسة وزير الداخلية السابق اللواء عبد الفتاح يونس، في ظل مراجعة الوضع الميداني بعد تقدم كتائب القذافي إلى عدة مدن شرقي البلاد.
وفي الغرب استمر تعرض مدينة مصراتة ثالثة كبريات المدن الليبية والتي تبعد نحو 200 كلم شرق العاصمة طرابلس لقصف عنيف من جانب كتائب القذافي استخدمت فيه الدبابات والقذائف الصاروخية وقذائف المورتر مما ألحق دمارا كبيرا بالمدينة وفق شهود عيان في ظل تقارير عن سقوط نحو ثلاثين قتيلا الأيام الثلاثة الأخيرة.
كما نقلت رويترز عن سكان بالمدينة أن كتائب القذافي هاجمت محال تجارية ومساكن في وسط المدينة التي تعد آخر معاقل الثوار بالغرب، وأن الثوار نجحوا في صد محاولة من الكتائب للسيطرة على مركز المدينة.
وقامت طائرات حربية غربية بمهاجمة قاعدة جوية جنوبي مصراتة، كما تردد أن سفينة حربية ترسو قبالة الساحل، لكن السكان المحليين أعربوا عن إحباطهم المتزايد إزاء الهجمات الجوية للتحالف قائلين إنها لم تفعل شيئا يُذكر لتغيير الوضع على الأرض.
عرض مرفوض
على الصعيد السياسي، رفضت الحكومة الليبية عرض المجلس الوطني الانتقالي وقفا لإطلاق النار ووصفته بأنه تعجيزي، علما بأن الثوار كانوا قد اشترطوا قيام العقيد معمر القذافي بسحب قواته من جميع مدن ليبيا واحترام حق الليبيين في الاختيار.
وكان الثوار قدموا عرضهم عن طريق رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل خلال لقائه أمس في بنغازي مع الوسيط الأممي عبد الاله الخطيب الذي زار طرابلس وبنغازي لبحث إعلان وقف إطلاق نار "فاعل وحقيقي وذي مصداقية ويمكن مراقبته".
وطالب عبد الجليل -الذي التقى أمس الخطيب في بنغازي- بسحب "المرتزقة" وقال إن المعارضين سيحتاجون سلاحا ما لم تتوقف الكتائب عن مهاجمة المدنيين، وكرّر نداء بالمساعدة في مواجهتها لأنها أفضل تسليحا.