20110402
الجزيرة
يقول الكاتب كون كافلين إن الحروب قد تغيرت أشكالها، وإن الحلفاء ينفذون حربا من النوع الذكي ضد كتائب العقيد معمر القذافي تتمثل في قصفها من الجو بقنابل ذكية، وفي تطبيق حظر الطيران فوق ليبيا، بدلا من الدفع بقوات عسكرية غربية إلى الأراضي الليبية.
كافلين أوضح في مقال نشرته له صحيفة ديلي تليغراف البريطانية أن الحلفاء يدعمون الثورة الشعبية الليبية الساعية إلى إسقاط نظام القذافي من خلال قيام الغرب بحماية المدنيين عبر محاولة منع استمرار العقيد بقصف المواطنين الليبيين بالمدافع والطائرات وراجمات الصواريخ.
كما يوضح أن الحلفاء يتبعون حربا من نوع آخر عبر هجماتهم ضد قوات القذافي باستخدام القنابل الذكية ومن خلال تنفيذ عمليات باستخدام قوات خاصة وبالتحريض على الانشقاق عن القذافي، مشيرا إلى إرسال سيف الإسلام القذافي موفدين إلى بريطانيا لبحث سبل الخروج الآمن للقذافي وعائلته إلى خارج ليبيا.
ويقارن الكاتب بين ما يجري في ليبيا وبين الحرب على العراق، حيث يقول إن الحلفاء احتاجوا إلى 150 ألفا من الجنود من أجل التمكن من إسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003.
القوة الذكية
وأما بشأن الحرب على أفغانستان، فحلف شمال الأطلسي (ناتو) دفع بأكثر من مائة ألف عسكري لمحاربة حركة طالبان، ولكن الحلفاء يتبعون في ليبيا طريقة مختلفة، بصرف النظر عما إذا كان قرار مجلس الأمن الدولي 1973 يسمح باستخدام القوة العسكرية على الأرض في سبيل حماية المدنيين أم لا.
وقال الكاتب إنه في مرحلة ما بعد صدام، فإنه لا توجد رغبة لدى الغرب للدفع بقوات قوات عسكرية إلى داخل ليبيا من أجل الإطاحة بدكتاتور من طغاة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الناس يتحدثون عن القوة العنيفة والقوة الناعمة، ولكن الحلفاء يستخدمون ضد كتائب القذافي ما قد يسمى القوة الذكية.
كما يسعى الحلفاء إلى تركيز جهودهم على تنفيذ العلميات الاستخبارية والحرب الإلكترونية، بحيث لا يدرك العدو شيئا بشأن الخطوة التالية، فهذا النوع من الحروب يمثل قوة غير مرئية وغير مسموعة، ولكنها تبقي القذافي يشكك في كل من هم حوله.
ويختتم الكاتب بالقول إن الحلفاء سيتبعون كل الطرق الممكنة لإسقاط القذافي، وأما تسليح الثوار فسيكون الملاذ الأخير، مضيفا أن الأوضاع في ليبيا تشير إلى أن خلع القذافي مسألة وقت، وأن الحلفاء سيحققون أهدافهم المرغوبة.