20110405
العالم
قال مراسل الجزيرة الاثنين إن الثوار الليبيين سيطروا على معظم مناطق مدينة البريقة بشرق ليبيا ودفعوا الكتائب الموالية للعقيد معمر القذافي إلى التراجع بعد معارك حامية، في حين تواصل كتائب القذافي قصفها العنيف لـمصراتة غربا ومناطق أخرى في الجبل الغربي.
وبحسب ما نقله مراسل الجزيرة علي هاشم عن مصادر فإن الثوار سيطروا على معظم البريقة وهم يقومون بتمشيط مداخل المدينة وبعض الجيوب التي يمكن أن تتحصن فيها مجموعات صغيرة تابعة لكتائب القذافي.
وكان المراسل قد أفاد في وقت سابق أن الثوار يحاولون التقدم من المحور الشرقي للبريقة نحو الأحياء السكنية بالوسط بعد أن تمكنوا من دفع الكتائب إلى التراجع، وأن قوات الصاعقة بالجيش المساند للثوار تقوم بعملية التفاف حول كتائب القذافي لتدخل المدينة من محورين آخرين.
وذكر المراسل أن الثوار الذين تقدمت وحداتهم صوب البريقة رغم قصف من الكتائب استخدموا لأول مرة راجمات الصواريخ وصواريخ غراد، في معطى جديد يؤشر إلى تغير في طبيعة تسلح الثوار، حيث كانوا ينكفئون مباشرة بعد تعرضهم للقصف.
مصراتة المحاصرة
في هذه الأثناء تقصف كتائب القذافي مدن الجبل الغربي لمحاولة السيطرة عليها، حيث واصلت حصار مصراتة (التي تقع على بعد نحو مائتي كيلومتر شرق العاصمة طرابلس) من جهاتها الثلاث الشرقية والغربية والجنوبية، وحاولت اقتحام المدينة من الجهة الغربية عبر شارع طرابلس.
ويواصل قناصة الكتائب وعدد من جنودها السيطرة على مبنى عمارة التأمين في شارع طرابلس، وحاولوا قصف مخازن الغذاء لتضييق الخناق على المدينة المحاصرة.
ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان قولهم إنه لا توجد مياه ولا كهرباء ولا أدوية بالمدينة المحاصرة، وإن القناصة التابعين لكتائب القذافي ينتشرون في كل مكان.
كما نقلت عن طبيب في المدينة يدعى رمضان قوله إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا حين قصفت كتائب القذافي منطقة سكنية في المدينة يوم الاثنين، ويوجد خمسة آخرون في حالة حرجة، متوقعا أن يزداد عدد القتلى.
وأضاف الطبيب أن طواقم الطوارئ أبلغته أن القصف استهدف مدرسة تستخدم ملجأ للسكان الفارين من القتال في مناطق أخرى في مصراتة.
وقال مسعفون إن القصف المدفعي الأخير -الذي استمر أربع ساعات حسب متحدث باسم الثوار- أسفر عن سقوط العديد من الجرحى ولكنهم لا يستطيعون الوصول إليهم بسبب استمرار القصف.
وذكر دبلوماسي تركي أن سفينة تركية أجلت 250 مصابا من المدينة تحت حراسة عشر مقاتلات تركية وفرقاطتين حربيتين.
أوضاع الزنتان
بموازاة ذلك واصلت كتائب القذافي محاولات اقتحام مدينة الزنتان بوسط الجبل الغربي وإحكام الحصار عليها من الجهات الشرقية والشمالية والغربية، وقد خلف القصف دمارا واسعا بالمنطقة.
وقال رئيس اللجنة الإعلامية للثوار في الزنتان عادل الزنتاني للجزيرة إن المدينة تتعرض لقصف مستمر، وهي محاصرة بالكامل وتم قطع المواد الغذائية والمياه والكهرباء عنها.
وقد حصلت الجزيرة على صور للمدينة تظهر حجم الدمار والخراب الذي لحق بها بسبب الهجمات المتكررة من كتائب القذافي. وتظهر الصور أيضا دمارا لحق بمسجد المدينة وكثير من المنازل. وقد استهدف المهاجمون محطات الماء والكهرباء أيضا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي والماء الصالح للشرب.
كما كثفت الكتائب هجماتها على بلدة يفرن التي شهدت اشتباكات عنيفة، وترزح تحت وطأة حصار خانق.
معركة الحقول
إلى ذلك قال مصدر من المجلس الوطني المحلي في طبرق إن كتائب القذافي هاجمت حقل مسلة النفطي بجنوب ليبيا الذي يغذي مصفاة طبرق، وأشعلت النار فيه بقصفه من راجمات صواريخ ورشاشات ثقيلة.
كما توجه رتل عسكري تابع للقذافي إلى حقل السرير المجاور. ويبعد الحقلان نحو 400 كلم جنوب مدينة أجدابيا.