20110407
الجزيرة
دعت الأمم المتحدة إلى وقف القصف في محيط مدينة مصراتة الليبية للتمكن من توصيل المساعدات إلى السكان المدنيين، في حين توقف إنتاج النفط في حقول يسيطر عليها الثوار شرقي ليبيا بسبب قصف مدفعي من كتائب القذافي، واتهمت سلطات القذافي التحالف الغربي بقصف حقل نفطي قرب سرت.
وقد وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساء الأربعاء "دعوة عاجلة لوقف فوري للاستخدام العشوائي للقوة العسكرية ضد السكان المدنيين" كما قال الناطق باسمه، مؤكدا ضرورة إفساح المجال أمام الراغبين في الرحيل من بين سكان المدينة البالغ عددهم نحو 300 ألف نسمة.
وعبر بان عن قلقه الشديد إزاء الوضع الإنساني للمدنيين في المدن الليبية التي تتعرض لهجمات عسكرية، بما في ذلك مصراتة والبريقة والزنتان، مؤكدا أن الظروف في مصراتة خطيرة مع تقارير تشير إلى استخدم الأسلحة الثقيلة لمهاجمة المدينة.
وكانت مصراتة ثالثة كبرى مدن ليبيا شهدت معارك مستمرة لأكثر من 40 يوما منذ انطلاق الثورة الليبية على نظام العقيد معمر القذافي، ما أدى إلى تدهور الوضع الإنساني لسكان المدينة.
من جانبهم، وجه قادة الثوار انتقادات حادة للتحالف الدولي الذي يتولى مراقبة منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا وفق قرار لمجلس الأمن الدولي، وقال هؤلاء إن على التحالف بذل جهد أكبر لمساعدة المدينة، في حين أعلنت فرنسا أنها تنظر في إقامة ممر إنساني عبر البحر إلى مصراتة.
انتقاد الناتو
وكان قائد أركان جيش التحرير الليبي عبد الفتاح يونس، وهو وزير داخلية سابق انشق عن نظام القذافي، أعلن في بنغازي الثلاثاء أن حلف شمال الأطلسي "ناتو"، "خيب ظننا فيه" لأنه يترك "أهل مصراتة يموتون" ولا يتدخل لضرب قوات القذافي التي تقصف هذه المدينة. وأضاف "إذا انتظر الناتو أسبوعا ثانيا انتهت مصراتة ولن نجد فيها أحدا".
لكن الناتو الذي تسلم قيادة عمليات التحالف رفض اتهامات الثوار له بأنه لا يتحرك مثلما ينبغي ضد قوات القذافي، قائلا إن القرار الدولي لا ينص على دعم الثوار، في حين نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن كارمن روميرو مساعدة المتحدث باسم الحلف أن الناتو "سيفعل كل شيء لحماية المدنيين" وإن أكد مسؤول آخر في الحلف أن المهمة صعبة بالنظر إلى تواري قوات القذافي بين المدنيين.
وفي أحدث التطورات الميدانية اليوم قال شهود عيان إن الثوار نجحوا في صد محاولة لكتائب القذافي الدخول لمنطقة ميناء مصراتة، حيث تم تدمير بعض الدبابات كما غنم الثوار سيارات وأسلحة، ونجحوا في أسر مجموعة من أفراد الكتائب.
وبعيدا عن مصراتة تواصل القتال بين الثوار وكتائب القذافي على الطريق بين أجدابيا والبريقة، حيث أكد الثوار أمس أنهم يتمركزون على بعد نحو 20 كيلومترا من البريقة وأنهم أرسلوا إمدادات غذائية وتعزيزات حربية ثقيلة إضافة إلى جنود مدربين إلى خطوط الجبهة في أجدابيا على بعد نحو 140 كيلومترا غرب بنغازي.
كما أفاد مراسل الجزيرة في شرق ليبيا بأن الثوار شددوا إجراءاتهم الأمنية وتحصيناتهم العسكرية في منطقة غرب أجدابيا، ومنعوا دخولها لغير المصرح لهم بذلك.
معنويات عالية
وأكد قائد أركان جيش التحرير الليبي أن هناك استعدادات عسكرية كبيرة للثوار لمواجهة قوات القذافي, وأن المعنويات العالية للثوار تشكل عنصرا أساسيا فى كسب المعركة.
من جانبه قال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي مصطفى الغرياني إن تراجع الثوار عن البريقة لا يثير القلق. وأشار في الوقت نفسه إلى صعوبة مواجهة مستوى التسليح لدى كتائب القذافي.
في الأثناء أعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي توقف الإنتاج في حقول نفطية يسيطر عليها الثوار شرقي ليبيا, تضخ النفط إلى طبرق, بعد أن تعرضت لقصف مدفعي شنته كتائب القذافي.
وجاء ذلك بعدما أبحرت الأربعاء ناقلة نفط من ميناء طبرق, تحمل أول شحنة نفط يصدرها الثوار، بعد إعلان المجلس الوطني الانتقالي اتفاقا مع قطر يقضي بتسويق النفط من الحقول الشرقية التي يسيطر عليها.
في المقابل اتهم وكيل وزارة الخارجية الليبية خالد الكعيم القوات البريطانية بقصف منشآت نفطية الأربعاء في حقل السرير قرب سرت، مضيفا أن القصف أدى إلى مقتل ثلاثة حراس في الموقع وجرح أربعة آخرين يعملون في الحقل".
في سياق آخر سقط صاروخ قرب فريق الجزيرة في منطقة البريقة في ليبيا أثناء تغطيته للمعارك بين الثوار وكتائب القذافي ولم يصب الفريق بأي أذى، لكن الصاروخ أشعل النيران في سيارة الفريق وأصاب قائدها بجروح طفيفة، فضلا عن إلحاق أضرار بسيارة البث الخارجي.