20110407
الجزيرة
حاصرت القوات الموالية للرئيس المنتخب بساحل العاج الحسن وتارا اليوم الخميس مقر الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو في حي كوكودي بالعاصمة الاقتصادية أبيدجان، في محاولة جديدة للسيطرة عليه، في وقت تتواصل فيه التحركات الدبلوماسية لإقناع غباغبو بالتنحي عن السلطة سلميا.
وقال شاهد عيان لوكالة رويترز إن انفجارات متفرقة سمعت بالمنطقة، في حين كشف مستشار لغباغبو مقيم بباريس لنفس الوكالة أن قوات وتارا جددت هجومها على المقر الرئاسي في وقت متأخر من مساء أمس بدعم من مروحيات فرنسية وأخرى تابعة للأمم المتحدة.
وأضاف مصدر دبلوماسي غربي مقيم بمكان قريب أن قوات وتارا حاولت اقتحام مقر إقامة غباغبو بوقت سابق أمس بعد فشل محادثات قادتها الأمم المتحدة وفرنسا لتأمين رحيله لكن تم التصدي لها بنيران أسلحة ثقيلة.
وقال شاهد عيان آخر لوكالة الأنباء الفرنسية إن القوات الموالية لوتارا وصلت إلى حدود 150 مترا من مقر غباغبو، لكنها اضطرت إلى الانسحاب. في حين قال مصدر آخر إن الهجوم الذي شنته قوات وتارا اصطدم بمقاومة عنيفة من طرف القوات الموالية لغباغبو.
مشاركة فرنسية
وبدورها، أكدت فرنسا أن قواتها في أبيدجان المعروفة باسم (ليكورن) تشارك في القتال ضد رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته.
مع العلم أن وزير خارجيتها آلان جوبيه نفى أمس أن تكون قوات حفظ السلام الفرنسية قد شاركت بالهجوم الجديد الذي شنته قوات وتارا على مقر إقامة غباغبو والقصر الرئاسي.
وقالت سفارة باريس في بيان اليوم إن القوات الفرنسية أطلقت عيارات نارية من مروحية مساء الأربعاء ردا على إطلاق نار كثيف من القوات الموالية لغباغبو المتمركزة داخل وحول المقر الرئاسي والموجهة خصوصا باتجاه مقر سفير فرنسا.
وقالت السفارة أن ليكورن تبادلت إطلاق نار مساء أمس مع عناصر تابعة لغباغبو في أبيدجان، خلال عملية وصفتها بالناجحة لإخراج سفير اليابان يوشيفومو أوكامورا من مقره.
وأضاف البيان أن تدخل القوة الفرنسية جاء بطلب من اليابان والأمم المتحدة، مشيرا إلى أن السفير ومساعديه بخير وهم في معسكر(بور-بويه) الفرنسي جنوب أبيدجان.
وبدورها، أكدت الخارجية اليابانية أن قوات فرنسية وأخرى أممية أنقذت على متن مروحية السفير الياباني اليوم الخميس بعد أن اقتحم جنود موالون للرئيس غباغبو منزله.
ومن جهة أخرى، كشف نائب وزير خارجية الولايات المتحدة لشؤون أفريقيا وليام فيتز جيرالد بواشنطن أن سفيري اليابان والهند ودبلوماسيا إسرائيليا طلبوا مساعدة بلاده لمغادرة حي كوكودي، إضافة إلى عشرين صحفيا عالقين بفندق بنفس المكان.
كما ذكرت تقارير صحفية أردنية أن لبنان طلب رسميا من الأردن وعلى أعلى المستويات أن تقوم القوات الأردنية التي تعمل في إطار قوات الطوارئ الدولية الأممية في ساحل العاج بنقل الجرحى والمرضى اللبنانيين بتلك المناطق إلى الأراضي اللبنانية.
مفاوضات
وتأتي هذه التطورات في وقت قال فيه متحدث أممي في نيويورك إن المفاوضات مع معسكر غباغبو مستمرة، لكن لم يتضح ما إذا كانت ستقود لأي شيء.
وذكر المتحدث بما قاله غباغبو لمحطة إذاعة فرنسية من أنه لا يعتزم التخلي عن السلطة.
وكان وزير الخارجية الفرنسي أوضح أمس أن ساعات من المحادثات قادها يو جي تشوي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمعاونة سفير فرنسا في ساحل العاج "فشلت أمام تعنت غباغبو".
وأشار جوبيه إلى أن المحادثات انهارت بسبب طلب وتارا باعتراف غباغبو بهزيمته في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والاعتراف به رئيسا منتخبا للبلاد.