20440414
الجزيرة
أقر لقاء لمجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا التأم أمس في العاصمة القطرية تقديم "دعم مادي" لثوار هذا البلد، وهي صياغة لم تورد مسألة التسليح لكنها أبقت البابا مفتوحا أمامها، في وقت تحدث فيه وزير فرنسي عن آمال تحدو المجموعة في التوصل إلى وقف إطلاق نار مشروط.
واعتبر بيان ختامي توج اجتماع الدوحة (الذي شارك فيه وزراء خارجية دول عربية وإسلامية وغربية إضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية وحلف شمال الأطلسي) أن "(معمر) القذافي ونظامه فقد كل شرعية، وعليه التنحي عن السلطة ليترك للشعب الليبي فرصة تقرير مصيره".
وأقرت المجموعة تقديم "دعم مادي" للثوار لم تفصل طبيعته، وهو ما قد تفسره بعض الدول حسب دبلوماسيين على أنه إشارة إلى شحنات السلاح.
وكان رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني صريحا في عدم استبعاد مسألة التسليح، حين قال إن الدفاع عن النفس يتطلب عدة احتياجات بينها الأسلحة.
تسليح الثوار
وقالت فرنسا أمس على لسان وزير خارجيتها آلان جوبيه إن المطروح "مساعدتهم (الثوار) على التمويل وتعزيز قواهم، لكن من غير الوارد أي شحنات أسلحة".
لكن مسؤولا رئاسيا فرنسيا حضر أمس لقاء بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أوضح أن باريس لن تعارض إن أقدمت دول على خطوة التسليح.
ويقول الثوار إنهم يتواصلون مع دول "صديقة" لتسليحهم، وهي مسألة لن تكون صعبة حسب المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة.
إجراءات أخرى
وإضافة إلى الدعم المادي، قال وزراء خارجية مجموعة الاتصال إنهم سيعملون مع المجلس الانتقالي لوضع آلية مالية مؤقتة، في إشارة إلى فكرة طرحت سابقا، هي إنشاء صندوق لمساعدة المعارضة في استخدام الأصول المجمدة.
وشدد بيان الدوحة على استمرار تنفيذ قراريْ 1970 و1973 وفرض إجراءات إضافية لحرمان نظام القذافي من العوائد المالية.
كما شدد على الوقف الفوري لإطلاق النار وانسحاب كتائب القذافي من المناطق الموجودة بها، وحماية المدنيين وفتح طرق آمنة لنقل المساعدات، وإطلاق المعتقلين والسجناء السياسيين.
الدور القطري
وفي افتتاح اللقاء قال ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن النقطة المحورية هي دعم الشعب الليبي في إيجاد الظروف السياسية التي تمكنه من تقرير مصيره.
وأضاف أن قطر سارعت في تقديم المساعدة الإنسانية وشاركت في تطبيق حظر الطيران، ونقلت مواطني رعايا دول عربية تعذرت عودتهم إلى أوطانهم، واعترفت بالمجلس الانتقالي.
موسى كوسا
وحضر إلى الدوحة وزير الخارجية الليبي المنشق موسى كوسا، لكن حضوره لا علاقة له باجتماع مجموعة الاتصال، حسب مسؤول الشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي علي العيساوي الذي قال إن انشقاق الرجل لا يعني أنه عضو في الهيئة التي تمثل المعارضة.
وكشفت مصادر للجزيرة أن كوسا لم يدع إلى اجتماع الدوحة، وإنما جاء ليلتقي على هامشه شخصيات مشاركة.
من جهته قال جوبيه الأربعاء في الدوحة إن مجموعة الاتصال تأمل التوجه نحو "وقف إطلاق نار" مشروط بانسحاب الكتائب من المدن التي سيطرت عليها، وقررت إبقاء "ضغط عسكري قوي" على القذافي.
وأضاف أن مسألة ما إذا كان رحيل القذافي يسبق التفاوض أو يكون متلازما معه، نقطة يتعين بحثها.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه قد بحث قبل مجيئه إلى الدوحة مسألة إعلان وقف فوري لإطلاق النار مع رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي.
وتحدث عن الحاجة إلى 310 ملايين دولار لتقديم مساعدات إنسانية، ووصف الوضع في مدن ليبيا بالخطير جدا، خاصة في مصراتة.