20440414
الجزيرة
قال مسؤول بحلف شمال الأطلسي (ناتو) إن الحلف قصف مخازن ذخيرة قرب العاصمة الليبية طرابلس في وقت أدانت فيه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون "الهجمات الوحشية المتواصلة (لنظام معمر القذافي) على الشعب الليبي" بعد ورود معلومات تحدثت عن "فظاعات جديدة".
فقد دوى في إحدى ضواحي طرابلس انفجار ضخم شعر به معظم السكان بعدما اهتزت نوافذ وأبواب بيوتهم على بعد كيلومترات عدة من مكان حصوله.
وأوضح التحالف الذي لم يستهدف العاصمة بالقصف خلال الأيام الماضية أن غارته الجوية الأخيرة استهدفت مخازن للذخيرة قرب طرابلس.
من جهتها قالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن طائرات مقاتلة تابعة تواصل توجيه ضربات إلى الدفاعات الجوية الليبية حتى بعد أن تولى الناتو قيادة العمليات في ليبيا هذا الشهر.
وكان مصدر عسكري ليبي أعلن عن تعرض شارع طرابلس بمدينة مصراتة ومدينتي العزيزية وسرت لقصف قوات التحالف، مشيرا إلى أن القصف تسبب في سقوط ضحايا من المدنيين.
وقد ظلت مصراتة ومدن الجبل الغربي تحت وطأة القصف والحصار الذي تنفذه كتائب القذافي منذ أسابيع.
وقال متحدث باسم الناتو إن طائراته استهدفت موقعين مضادين للطائرات على بعد حوالي 24 كلم جنوبي مصراتة.
ومباشرة بعد قصف الأطلسي، تحدث الثوار الليبيون عن قتال شرس في مناطق بمصراتة، وقالوا إنهم يحرزون تقدما في دحر كتائب القذافي غربي المدينة الساحلية معلنين عن أسر نحو 12 من عناصرها.
وقال متحدث باسم الثوار إنهم دفعوا القوات الموالية للقذافي على المشارف الغربية لمصراتة إلى الخلف مسافة عشرة كيلومترات أخرى إلى بلدة أبو روية التي تبعد 25 كلم عن مصراتة، مشيرا إلى أن الكتائب الأمنية تقصف مناطق سكنية.
أعمال وحشية
ارتباطا بالموضوع، قالت وزيرة الخارجية الأميركية إن استمرار نظام العقيد في اعتداءاته الوحشية تشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي 1973 الذي يدعو إلى وقف كل الهجمات ضد المدنيين.
وأصدرت كلينتون بيانا قالت فيه "في الأيام القليلة الماضية، تلقينا تقارير مزعجة عن تجدد الأعمال الوحشية التي تنفذها قوات القذافي".
وأضافت "مليشيات النظام والمرتزقة يستمرون في اعتداءاتهم على المدنيين في مصراتة، ويطلقون عشوائياً قذائف الهاون والمدفعية الثقيلة على مناطق سكنية في المدينة".
ولفتت المسؤولة الأميركية إلى أن بلادها تجمع معلومات عن أعمال القذافي، وهي يمكن أن تشكل انتهاكات للقانون الإنساني الدولي أو قانون حقوق الإنسان.
وأكدت أن واشنطن تعمل على توثيق هذه الأعمال بشكل مناسب، وتضمن بأن تتم محاسبة من ارتكبوا هذه الأعمال "الوحشية" على أفعالهم.
زيادة الضغط
ارتباطا بالموضوع، اتفق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون على زيادة الضغط العسكري على نظام القذافي.
وجاء لقاء المسؤولين في باريس قبيل اجتماع لوزراء خارجية دول حلف الناتو في برلين مقرر اليوم وغدا.
وطالب بيان قصر الإليزيه في باريس من الحلف مساء أمس عقب القمة -التي شارك فيها أيضا وزير الدفاع البريطاني وليام فوكس ونظيره الفرنسي جيرار لونجيه- باستغلال كل الوسائل العسكرية المتاحة.
وأشار البيان إلى أن الدولتين متفقتان على ضرورة زيادة الضغط على نظام القذافي "الذي لا يزال يخوض حربا ضد شعبه".
وكانت بريطانيا وفرنسا اتهمتا مؤخرا الناتو الذي يقود في الوقت الراهن العملية العسكرية على ليبيا بالتراخي، مشيرة إلى أن الدور الذي يلعبه الحلف هناك "غير كاف" وطالبتاه بتكثيف هجماته على القوات الموالية للقذافي.
عودة أميركا
ضمن هذا الإطار، دعا السناتور الأميركي جون ماكين بلاده إلى التدخل مجددا عسكريا في ليبيا إلى جانب الائتلاف الدولي من أجل الإطاحة بالقذافي مؤكدا أن الحلف تنقصه القوة اللازمة.
وقال ماكين بالمنتدى السنوي للولايات المتحدة والعالم الإسلامي بواشنطن "نثمن مساهمات جميع حلفائنا، لكن الواقع هو أن الولايات المتحدة هي الحلف الأطلسي".
وأضاف "عندما نسلم العلميات للحلف الأطلسي، يعني أننا نسلم العمليات إلى دول ذات قدرات محدودة".
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن الفرنسيين والبريطانيين "لا يملكون الوسائل الضرورية لجعل الميزان يميل إلى صالح الثوار الليبيين".
وقال أيضا "أريد أن أرى الجيش الأميركي يعود إلى المعركة" مستبعدا مع ذلك أي مشاركة برية للقوات الأميركية.