أشارت صحيفة "كريستيان ساينس مونتور" إلى أن الإبادة الجماعية في دارفور ليست كما تبدو، لافتة إلى أن حركة "أنقذوا دارفور" من أكبر الحركات الناشطة الأميركية في التاريخ الحديث.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحركة ظهرت إلى العيان في العام 2004، كرد فعل للقضية التي لم يكن لها أثر يذكر على حياة المواطن الأميركي العادي، وذلك بعد عام واحد من اندلاع الحرب في دارفور، وأن قصص مرعبة عن القتل والعنف والاغتصاب في دارفور بدأت في الظهور في الصحف الأميركية.
وأوضحت أن في خلال السنوات الـ 5 التي تلت ذلك، أصبحت الحرب في دارفور واحدة من أكثر النزاعات التي أسيء فهمها في التاريخ الحديث، حيث ضخم النشطاء معدلات الإصابة، وكثيرا ما زعموا أن مئات الآلاف من سكان دارفور قد قتلوا، ولكنهم لم يشيروا إلى أن معظم الوفيات حدثت بسبب المرض وسوء التغذية الناجمة عن الحرب المستعرة.
واشارت "كريستيان ساينس مونتور" الى أن ربما لا يكون لذلك معنى في ظل جرائم الحرب المروعة التي تم ارتكابها في دارفور، ولكن تجاهل تلك التصنيفات أدى بالعديد من الناشطين إلى الضغط على الحكومة الأميركية لتمويل خطط لمنع العنف، وإرسال قوات دولية لحفظ السلام، بدلا من تقديم المساعدات الإنسانية والأموال اللازمة لصنع السلام.
وأوضحت أن ائتلاف "أنقذوا دارفور" عمد على وجه الخصوص إلى استخدام العشرات من أتباعه للضغط على صناع القرار، واستعانوا بجماعات الضغط للضغط على السياسيين للتركيز على منع العنف ونشر القوات التابعة للأمم المتحدة، وقبل أن يتم توظيف جماعات الضغط، كانت الولايات المتحدة قد أرسلت بالفعل مبلغ بليون دولار إلى دارفور، وتم تخصيص 839 مليون دولار منه، أي 83 % من إجمالي المبلغ، للمساعدات الإنسانية، في حين تم تخصيص باقي المبلغ، 17 %، لتمويل أنشطة حفظ السلام.
واعتبرت الصحيفة أن هذا يدل على أن واشنطن ركزت في البداية على تقديم المساعدات الإنسانية أكثر من تركيزها على عمليات حفظ السلام.