20110428
الجزيرة
واصلت كتائب العقيد معمر القذافي قصف مدينة الزنتان بصواريخ غراد، كما استأنفت قصفها لمدينة مصراتة التي سبق أن انسحبت منها، وذلك رغم استمرار الغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) على هذه القوات.
وقال متحدث باسم الثوار الليبيين إن كتائب القذافي قصفت بصواريخ من نوع غراد مدينة الزنتان، كما قصفت الكتائب ميناء مصراتة حيث تسبب القصف في دمار واسع في الميناء.
وكان الثوار واصلوا تقدمهم غربي ليبيا وأعلنوا سيطرتهم على قرية المجابرة بعد معارك عنيفة، بينما انسحبت الكتائب بفعل ملاحقة الثوار وتمركزت بالمنطقة الغربية من مدينة مصراتة تحديدا عند زاوية المحجوب، وفق ما ذكره المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة.
وأشار غوقة إلى أن مدخل المدينة الشرقي يتعرض لقصف بالصواريخ، مؤكدا أن قوات القذافي لا تحترم وقف إطلاق النار الذي تعهدت به في المدينة.
خنادق واستعداد
وسارع الثوار الذين يسيطرون على معبر حدودي ناء إلى حفر الخنادق الدفاعية الأربعاء، بعد أن سمعت أن القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي في طريقها لاستعادة السيطرة على معبر الدهيبة الوازن على الحدود مع تونس.
كما عبرت قوافل من الشاحنات التي تحمل الوقود الحدود إلى ليبيا، فيما هرعت المعارضة للتزود بالمؤن قبل أن تقطع قوات القذافي عليهم هذا الخط الحيوي.
ويقول السكان إن القوات الموالية للقذافي تحيط بالبلدات المبنية على الجبال وتقطع الطريق على الإمدادات الغذائية والمياه والوقود وتشن قصفا عشوائيا عليها بالصواريخ والمدفعية.
وقال عامل إغاثة ليبي يساعد في نقل المؤن إلى منطقة الجبال الغربية من تونس "القذافي عازم تماما على استعادة نقطة الوازن".
تحطم طائرة
من ناحية ثانية، تحطمت طائرة من طراز إف-16 تشارك في مهمة حلف شمال الأطلسي في ليبيا الأربعاء، بعد اجتيازها على ما يبدو المدرج أثناء الهبوط في قاعدة عسكرية في سيجونيلا بجزيرة صقلية.
وقال حلف الناتو في بيان إن "الطيار قفز من الطائرة بسلام ويتم حاليا تحديد حالته".
وأوضحت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) أن الطائرة تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وكانت قادمة من قاعدة في سردينيا، حيث تتمركز الطائرات الإماراتية والإسبانية والهولندية المشاركة في مهمة حلف شمال الأطلسي.
تحالف قبائلي
من جانب آخر أكد ممثلو 61 قبيلة ليبية، في بيان نشره الأربعاء في باريس الفيلسوف والسياسي الفرنسي برنار ليفي الذي يدعم الثوار أنهم يريدون إقامة "ليبيا موحدة بعد رحيل الديكتاتور معمر القذافي".
وقال البيان الذي أعد في بنغازي، معقل الثوار شرقي ليبيا، في 12 أبريل/نيسان الجاري "في مواجهة التهديدات على وحدة شعبنا، وفي مواجهة المناورات ودعاية الديكتاتور وعائلته فإننا نعلن صراحة بأنه لن يفرقنا أي شيء، فنحن نتشاطر نفس المثل الداعية إلى ليبيا حرة وديمقراطية وموحدة".
وأكد ممثلو القبائل الـ61 في بيانهم، "ليبيا الغد وما أن يغادر الديكتاتور ستكون موحدة وعاصمتها طرابلس، حيث سنكون أخيرا أحرارا بتشكيل مجتمع مدني كما نرغب".
وأكد ليفي الذي قام بزيارتين إلى بنغازي منذ مارس/آذار الماضي لوكالة الصحافة الفرنسية "القبائل الـ61 الموقعون على البيان يمثلون عموم الأراضي الليبية، وكل قبيلة ليبية ممثلة بما لا يقل عن ممثل واحد".
وأضاف "في هذه القائمة التي تضم 61 موقعا، بعض العشائر يمكن أن تكون ممثلة 100% فيما لازال الآخرون منقسمين".
وأوضح ليفي أن الوثيقة تضم اسم مفتاح معتوق الورفلي عميد قبيلة ورفلة الواقعة في بني وليد التي تعد من أكبر القبائل غربي ليبيا، بالإضافة إلى خليفة صالح القذافي أحد أعيان قبيلة العقيد الليبي.
في هذه الأثناء دعا الاتحاد الأفريقي في بيان إلى وقف كل العمليات العسكرية التي تستهدف مسؤولين ليبيين، مشيرا إلى أنه يعتزم العمل من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار في ليبيا.
ويأتي هذا الموقف بعد تجديد روسيا انتقاداتها لحملة حلف شمال الأطلسي واتهامها إياها بتجاوز حدود قرار الأمم المتحدة.
جاء ذلك فيما قال زير الدفاع البريطاني ليام فوكس إن استخدام الطائرات الأميركية بدون طيار بالقتال ضد قوات القذافي أحدث تقدما ولا سيما بمصراتة، وأكد في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء بعد محادثات أجراها بالبنتاغون مع نظيره الأميركي روبرت غيتس أن النظام الليبي أضحى في وضع دفاعي.