20110428
الجزيرة
أكدت مصر وقطر تطابق وجهات نظر الجانبين إزاء مختلف القضايا العربية والإقليمية والتحرك العربي العاجل للاعتراف بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، كما أكدتا أهمية توسيع وتطوير التعاون في المرحلة القادمة في جميع المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في ختام جلسة المباحثات التي جرت مساء الأربعاء بالدوحة بحضور وفدى البلدين.
وقال شرف "ناقشنا بعض القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية وبعض القضايا الإقليمية، وكان هناك تطابق في الآراء، كما تناقشنا في مصر بعد الثورة وكيفية التعاون مع قطر الشقيقة".
وأضاف "إننا نؤسس لصناعة مستقبل المنطقة، ونؤمن بأن العمل العربي هام جدا في المستقبل"، وأعرب عن ارتياحه لما لمسه أثناء جولته الخليجية التي انتهت بزيارة دولة قطر من الاطمئنان على مستقبل العالم العربي.
العلاقات مع إيران
وردا على سؤال حول التقارب المصري الإيراني وتأثير ذلك على دول الخليج قال شرف "إن ما يحدد علاقة مصر بدول الخليج مجموعة من الأطر والثوابت تستمد قوتها من عمق التاريخ، وأي تعارض مع تلك الثوابت نرفضه، ومن هذه الثوابت عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج".
ولفت إلى أن مصر ليس لديها سفارة في إيران، وأن مصر ترفض أي تدخل في شؤونها الداخلية.
وفى تعليق لرئيس الوزراء القطري على السؤال نفسه، أعرب عن تأييد بلاده لوجود علاقة بين مصر وإيران، وقال "هذا لا يعنى تغييرا في الثوابت، لأن هذه العلاقات من الممكن أن تصب في صالح دول الخليج، كما أنه ليس هناك أي تخوف من أن يكون لمصر سفارة في إيران، خاصة أن دول العالم الإسلامي لها سفارات في إيران".
وأضاف أن مصر "لن تقبل أن تكون علاقاتها بإيران بديلا عن مجلس التعاون الخليجي"، وأوضح أن "قطر ترى أن علاقة مصر مع إيران لن تكون على حساب دول الخليج أو أي علاقات أخرى تربطها بالعرب".
وأكد الشيخ حمد بن جاسم أن مصر "هي الميزان في العالم العربي، وإذا صحت وقويت فهي قوة للعالم العربي"، مشيرا إلى أن الجانبين المصري والقطري بحثا وضع خارطة واضحة لكل التطلعات التي نهدف إليها، سواء في مصر أو قطر.
أمانة الجامعة
وفي إجابة على سؤال حول تمسك كل من مصر وقطر بمرشحيهما لمنصب الأمين العام للجامعة العربية، أكد رئيس وزارء قطر عدم وجود أي خلاف في هذا الخصوص مع مصر.
وأضاف قائلا "نحن نحترم مصر الثورة ونقدر دورها"، مشيرا إلى أن الدور المصري وضح سريعا، حيث هناك اتفاق فلسطيني-فلسطيني اليوم، "وهذا يسرنا في قطر ونحن ندعم هذا الاتفاق الفلسطيني-الفلسطيني بالرعاية المصرية، كما نعلم التوجهات الجديدة لمصر، وتسرنا كثيرا وندعمها".
ولفت إلى أن موضوع الأمين العام للجامعة العربية هو موضوع فني، وتجري دراسته الآن في إطار الأخوة القطرية المصرية، وبطريقة تؤدي لمزيد من الوئام، بحيث لا تكون مجالا للفرقة بين البلدين.
طموحات الشعوب
وفى رده على سؤال حول موقف مصر بعد الثورة مما يجرى في ليبيا وسوريا واليمن، قال شرف إننا ندعم الاستقرار في هذه الدول الشقيقة، وندعو إلى الحكمة والحوار في التعامل مع هذه الأحداث، معربا عن أسفه لغياب الاستقرار، وأكد أن دورنا متواجد ويهدف إلى خلق حالة من الاستقرار.
وفى تعليقه على السؤال قال رئيس الوزراء القطري إن بلاده لديها علاقات متميزة مع سوريا، وإننا نتألم لما يجري هناك، معربا عن أمله بأن يسود العقل والحكمة لحل هذا الموضوع بشكل عاجل وبالحوار البناء الذي يلبى طموحات الشعب السوري.
وردا على سؤال حول القضية الفلسطينية، أكد رئيس الوزراء المصري التزام مصر بمساندة الفلسطينيين لإقامة دولتهم المستقلة، مشيرا إلى دورها في تحقيق المصالحة الفلسطينية التي تعمل عليها الحكومة الجديدة في مصر بعد الثورة.
وقال إنه في ظل الجهود لرفع الحصار عن غزة فإن مصر تدعو إلى عقد مؤتمر دولي لوضع حل للمشكلة وليس لإجراء مفاوضات مرة أخرى، واعتبر أن الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية مجهودات نعمل على تحقيقها.
من جانبه، قال الشيخ حمد بن جاسم إنه حان الوقت لأن تكون هناك دولة فلسطينية معترف بها من الأمم المتحدة، مشددا على دور كل الدول العربية في هذا الصدد وتفعيل دورهم، "خاصة أننا 22 دولة عربية وإسرائيل دولة واحدة".