20110428
الجزيرة
قالت الولايات المتحدة إن الحملة العسكرية التي تشنها الكتائب التابعة للعقيد العقيد الليبي معمر القذافي على المحتجين في ليبيا قد تصل إلى ثلاثين ألف شخص، متهمة الكتائب الأمنية بارتكاب فظائع في مصراتة التي واصلت قصفها رغم إعلانها انسحابها منها.
وصرح السفير الأميركي لدى ليبيا جين كريتز بأنه من الصعب وضع حصيلة دقيقة للخسائر البشرية قبل انتهاء الصراع، لكنه أشار إلى أن هناك تقديرات بسقوط ما بين عشرة آلاف وثلاثين ألف قتيل. مؤكدا أنهم يحاولون الحصول على تقارير من طرابلس والغرب بشأن الجثث التي يجري انتشالها.
وبحسب المسؤول الأميركي فإنه لا يوجد مؤشر على أن قوات القذافي تلتزم بوقف إطلاق النار المعلن من جانبها، حيث تواصل هجومها على مدينة مصراتة الخاضعة لسيطرة الثوار.
وذكر في هذا الخصوص أنه "ليس لدى القذافي ورجاله نية لوقف العنف وإراقة الدماء. فبرغم ادعاءاتهم خلال الأيام القليلة الماضية، واصلت قوات النظام ارتكاب فظائع في مصراتة".
مصراتة والزنتان
وقد واصلت كتائب العقيد معمر القذافي قصف مدينة مصراتة التي سبق أن انسحبت منها كما قصفت مدينة الزنتان بصواريخ غراد، وذلك رغم استمرار الغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) على هذه القوات.
وقال متحدث باسم الثوار الليبيين إن كتائب القذافي قصفت بصواريخ من نوع غراد مدينة الزنتان، كما قصفت الكتائب ميناء مصراتة حيث تسبب القصف في دمار واسع في الميناء.
وكان الثوار واصلوا تقدمهم غربي ليبيا وأعلنوا سيطرتهم على قرية المجابرة بعد معارك عنيفة، بينما انسحبت الكتائب بفعل ملاحقة الثوار وتمركزت بالمنطقة الغربية من مدينة مصراتة تحديدا عند زاوية المحجوب، وفق ما ذكره المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة.
وأشار غوقة إلى أن مدخل المدينة الشرقي يتعرض لقصف بالصواريخ، مؤكدا أن قوات القذافي لا تحترم وقف إطلاق النار الذي تعهدت به في المدينة.
وسارع الثوار الذين يسيطرون على معبر حدودي ناء إلى حفر الخنادق الدفاعية الأربعاء، بعد أن سمعوا أن القوات الموالية للقذافي في طريقها لاستعادة السيطرة على معبر الدهيبة الوازن على الحدود مع تونس.
كما عبرت قوافل من الشاحنات التي تحمل الوقود الحدود إلى ليبيا، فيما هرعت المعارضة للتزود بالمؤن قبل أن تقطع قوات القذافي عليهم هذا الخط الحيوي.
ويقول سكان إن القوات الموالية للقذافي تحيط بالبلدات المبنية على الجبال وتقطع الطريق على الإمدادات الغذائية والمياه والوقود وتشن قصفا عشوائيا عليها بالصواريخ والمدفعية.
دعوة أفريقية
في هذه الأثناء دعا الاتحاد الأفريقي في بيان إلى وقف كل العمليات العسكرية التي تستهدف مسؤولين ليبيين، مشيرا إلى أنه يعتزم العمل من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار في ليبيا.
ويأتي هذا الموقف بعد تجديد روسيا انتقاداتها لحملة حلف شمال الأطلسي واتهامها إياها بتجاوز حدود قرار الأمم المتحدة.
جاء ذلك فيما قال زير الدفاع البريطاني ليام فوكس إن استخدام الطائرات الأميركية بدون طيار بالقتال ضد قوات القذافي أحدث تقدما ولا سيما بمصراتة، وأكد في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء بعد محادثات أجراها بالبنتاغون مع نظيره الأميركي روبرت غيتس أن النظام الليبي أضحى في وضع دفاعي.
تحطم طائرة
من ناحية ثانية، تحطمت طائرة من طراز إف-16 تشارك في مهمة حلف شمال الأطلسي في ليبيا الأربعاء، بعد اجتيازها على ما يبدو المدرج أثناء الهبوط في قاعدة عسكرية في سيجونيلا بجزيرة صقلية.
وقال حلف الناتو في بيان إن "الطيار قفز من الطائرة بسلام ويتم حاليا تحديد حالته".
وأوضحت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) أن الطائرة تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وكانت قادمة من قاعدة في سردينيا، حيث تتمركز الطائرات الإماراتية والإسبانية والهولندية المشاركة في مهمة حلف شمال الأطلسي.