أكد معارضون وزعماء قبليون صوماليون دعواتهم لمواصلة الهجمات ضد القوات الحكومية خلال شهر رمضان، رافضين بذلك دعوات من الحكومة وهيئة علماء الصومال وزعماء قبليين آخرين لوقف القتال.
وفي أحدث هذه المواقف، قال رئيس قبائل الهويا الجناح المناوئ للقوات الأجنبية والحكومة الصومالية سلطان أحمد طوري خلال تصريحات له لإذاعة هورن أفريك أمس الأحد إن "الصيام لا يجوز للذين يصلون في المساجد ما لم يشاركوا في الجهاد"، معتبرا أنه "لا يقبل من الصائمين صيامهم ما لم يحاربوا تلك القوات" التي اتهما بإبادة الشعب الصومالي.
وكان رئيس الحزب الإسلامي حسن طاهر أويس رفض دعوة هيئة علماء الصومال ووجهاء لوقف الهجمات خلال رمضان، وقال "إن هذا الشهر المقدس سيكون وقت انتصار المجاهدين" وإنهم "سيقاتلون العدو".
وأقر أويس بصعوبة ما يعيشه الصومال ولكنه أوضح أن ما سماها بثمار المصاعب والشدائد التي يتحملها الشعب والمجاهدون ستكون أكثر فائدة مقارنة مع الوضع الصعب الآن، مطالبا الصوماليين بالصبر والثبات أمام ما قال إنه عدو مسترزق سلط على الأمة الصومالية، في إشارة إلى القوات الأفريقية.
كما شكك القائد الإقليمي لمقاتلي حركة الشباب المجاهدين في دعوة الحكومة لوقف إطلاق النار وتوعد بتصعيد الهجمات.
وقال باري أدان خوجي قائد الشباب في جنوب غرب إقليم جيدو "سنضاعف من جهود الحرب ضد الكفار"، مؤكدا أن دعوة الرئيس لا تعني احترامه لرمضان لكنها "تهدف لإعادة تسليح مليشياته المؤيدة للغرب".
تعطش للدماء
أما الحكومة الصومالية فقد وصفت اليوم تعهدات الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين بتصعيد القتال ضدها خلال رمضان بأنها دليل على تعطش من سمتهم بالتكفيريين لسفك دماء الأبرياء.
وأوضح الناطق باسم قواتها شيخ عبدر ساق أحمد قيلو خلال اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن المنطق والعقل السليم يرفضان سفك دما المدنيين خلال رمضان الكريم ناهيك عن الدين الإسلامي. وكانت الحكومة الصومالية قد دعت السبت إلى وقف إطلاق النار بين الأطراف المتقاتلة في البلاد خلال شهر رمضان.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الصومالية عبد القادر عثمان إن الرئيس شريف شيخ أحمد يأمل أن تقبل المعارضة تلك الدعوة بدون شروط. واعتبر شريف أن تلك الدعوة "تنبعث من الحاجة للسلام خلال رمضان".
وشهدت مقديشو أول أيام رمضان هجوما كبيرا شنه مقاتلو حركة الشباب المجاهدين علي حاجز للقوات الحكومية في شارع حيوي، كما شهدت الليلة الماضية واحدة من أكبر المواجهات الليلية بين المسلحين والقوات الأفريقية والحكومية.
عفو عام
من جهة أخرى عرضت حركة الشباب المجاهدين عفوا عاما للمليشيات المعادية لها والمتواجدة في مدينة دولو الحدودية بمحافظة جدو غرب الصومال.
جاء ذلك على لسان القائد البارز في الحركة ونائب الوالي في محافظة جدو معلم عثمان محمد عبد القادر "نعرض لهم عفوا مشروطا بمناسبة شهر رمضان، إذا رجعوا إلى بيوتهم ومزارعهم، ومن يرغب الاستفادة من هذه الفرصة عليه أن يتوب إلى الله، ويسجل اسمه في مكاتب المجاهدين".
وتعهد بحماية من يسلم نفسه إلى "المجاهدين"، مشيرا إلى أن فرصة العفو ستنتهي نهاية شهر رمضان المبارك.