20110409
الجزیرة
دقت مجموعة الأزمات الدولية أجراس إنذار مبكرا لساسة شمال السودان لتذكيرهم بما يجري في بلدهم من أزمات، ربما أدت في المستقبل القريب وبعد انفصال الجنوب في التاسع من يوليو/ تموز المقبل لخلق المزيد من الأزمات.
فبعد أن كانت تقارير مراكز البحوث والدراسات تركز على دولة الجنوب الوليدة التي تنبأت بفشلها وتمزقها، انتقل الحديث عن الأوضاع في الشمال والتحديات التي تواجهه من تعقيدات أمنية واقتصادية وسياسية واجتماعية ربما تهدد مستقبله بالنظر إلي ما يعتري الحزب الحاكم من انقسامات داخله بجانب أزمته مع القوى السياسية الأخرى.
وكانت مجموعة الأزمات الدولية تكهنت في تقرير لها بإمكانية تعرض السودان الشمالي لأزمات قد تؤدي لتفتته وانهياره بعد الإعلان الرسمي لدولة الجنوب الجديدة في التاسع من يوليو/ تموز المقبل.
وعلى الرغم من ذلك فقد تباينت آراء المحللين السياسيين بين مؤيد لما صوبت نحوه مجموعة الأزمات الدولية حديثها، وبين مستبعد له كون السودان نسيجا متفقا في كثير من الأمور المشتركة بين كافة قواه السياسية.
بابكر محمد الحسن (الجزيرة نت)
خياران فقط
فمن جانبه حدد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم بابكر محمد الحسن خيارين -لا ثالث لهما- لإنقاذ البلاد من شبح التمزق والانقسامات أو ما وصفه بالكارثة، مشيرا إلى أن القضايا المصيرية يتوقف حلها على قبول حزب المؤتمر الوطني الحاكم للحوار بشكل ندي وعلى قدم المساواة مع القوى السياسية المعارضة.
ودعا إلى إصلاح هيكلي في الخدمة المدنية والنظامية والجهاز القضائي مع إصلاح القوانين، مشترطا إتمام ذلك في إطار حكومة قومية بمشاركة كافة قوى السودان الشمالي المختلفة.
واعتبر في حديث للجزيرة نت أن الطريق الثاني للإصلاح سيجرب فيه الشعب ما حدث من حوله من ثورات "لأن السودان ليس استثناء" محذرا من أن عدم إصلاح الوضع دون الخيارين "فإن البلاد مواجهة بكارثة لا تحمد عقباها".
لكن أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين أسامة علي الزين رأى أن هنالك جمودا في الحوار الوطني يشمل كافة القضايا المصيرية التي تحتاج إلى حوار جاد، مؤكدا أن الخلاف بين القوى السياسية "خلاف مواقف وليس خلافا فكريا".
حوار جاد
وأشار الزين إلى أن البلاد بحاجة إلى حوار جاد لصياغة دستور دائم "بمشاركة كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني" للتوافق على دستور دائم، لكنه اعتبر أنه ليس للنخبة السياسية رؤية موحدة حول القضايا المصيرية بالرغم من قوميتها وإستراتيجيتها".
ونبه إلى أن الخلاف الذي تفجر داخل الحزب الحاكم قد يؤدي إلى أزمة وتعقيدات ربما اتسعت لتشمل بعض مؤسسات الدولة.
أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين حسن الساعوري فقلل من الأزمة التي يعانيها المؤتمر الوطني "لأنها لم تصل لمرحلة الأزمات الكبرى، مشيرا إلى وجود ما أسماه الحراك المفيد داخل مؤسسات الحزب الحاكم.
وأكد للجزيرة نت وجود خلافات بين شيوخ المؤتمر الوطني فيما بينهم وخلافات أخرى بين أولئك الشيوخ وبعض الفئات الشبابية الصاعدة "مما يبدو غريبا للمتابع من بعيد أن تحدث تلك الأزمات في المؤتمر الوطني".
ولم يستبعد معاناة السودان الشمالي في المرحلة المقبلة من وجود أجندة أميركية وأخرى أوروبية غاية في الخطورة، مشيرا إلى وجود تيارات معتبرة داخل الكيانات السياسية تسعى لإحداث تعاون جديد بين الحكومة والمعارضة لأجل استقرار السودان "لكن هل سيكون راجحا أم لا؟".