20110409
الجزیرة
طرح رئيس الحكومة التونسية المؤقتة الباجي قائد السبسي إمكانية تأجيل الانتخابات المقررة في يوليو/تموز المقبل إلى موعد لاحق لأسباب فنية إذا دعت الحاجة.
وقال قائد السبسي في مقابلة بثها التلفزيون الحكومي أمس الأحد إن تونس ما زالت تعمل لإجراء الانتخابات المقررة يوم 24 يوليو/تموز المقبل، وذلك لاختيار جمعية تأسيسية تضع دستورا جديدا بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي يوم 14 يناير/كانون الثاني الماضي.
واتهم السبسي أطرافا سياسية بالضلوع في الاضطرابات الأمنية الأخيرة.
واعتبر رئيس الحكومة المؤقتة التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي وأكد من خلالها وجود حكومة ظل تدير شؤون الحكم في تونس بإشراف موالين للرئيس المخلوع، مجرد أكاذيب لا أساس لها من الصحة.
تفريق متظاهرين
يأتي ذلك بينما استخدمت الشرطة التونسية الغاز المدمع أمس الأحد لتفريق احتجاجات مناهضة للحكومة نظمها عشرات الشبان لليوم الرابع على التوالي في وسط العاصمة تونس.
وأطلق شرارة الاحتجاجات العنيفة على مدى الأيام القليلة الماضية تصريح للراجحي حذر فيه من حدوث انقلاب في حال فوز حركة النهضة في الانتخابات، واتهم فيها قائد هيئة أركان الجيش بالتحضير لانقلاب عسكري، ورئيس الحكومة التونسية المؤقتة بالكذب، ورجل الأعمال كمال باللطيف بأنه رئيس حكومة الظل التي تدير شؤون البلاد.
وردت السلطات على الاحتجاجات بفرض حظر تجول بدءا من السبت من التاسعة ليلا وإلى غاية الخامسة فجرا، في إقليم تونس الكبرى الذي يشمل محافظات تونس العاصمة وبن عروس ومنوبة وأريانة. وبررت السلطات هذا الإجراء بالقول إن الهدف منه ضمان سلامة المواطنين.
تشكيك ودعم
وفي هذا السياق، شكك رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في مصداقية الحكومة، ولكنه قال إن "الجيش هو الدعامة الوحيدة التي تقوم عليها البلاد".
واعتبر الغنوشي أن "الوضع في تونس خطير" وخاصة في العاصمة التي تشهد منذ أربعة أيام مظاهرات مناهضة للحكومة يتم قمعها بقسوة.
وقال إن "رد فعل الحكومة حيال ما حدث خلال المظاهرات كان وحشيا والشرطة ردت بقسوة شديدة (...)، إنهم يرفضون إدراك ما حدث من تغييرات وإن من حق التونسيين التظاهر".
ورفض الغنوشي تصريحات وزير الداخلية السابق، وقال إن "الجيش هو الذي أنقذ الشعب من حمام دم".
وأضاف أن "الجيش هو الدعامة الوحيدة التي تستند إليها الدولة، وإذا أراد الجنرال عمار تولي السلطة لكان فعل ذلك منذ وقت طويل ومنذ اليوم الأول كما حدث في مصر مع سقوط (الرئيس حسني) مبارك".
وقال إن "الجيش هو الذي يحمي الحدود الجنوبية لتونس" في مواجهة النزاع الليبي. واعتبر أن الرسالة "الرئيسية" للنهضة هي "ضرورة نجاح المرحلة الانتقالية في تونس للانتقال من نظام بوليسي دكتاتوري إلى نظام ديمقراطي".
وأضاف "نريد إنجاح هذا الهدف في هدوء بالتحالف مع باقي الأحزاب، لأن هناك أشخاصا ما زالوا يستغلون الخوف من الإسلاميين".