20110508
الجزیرة
تتزايد المخاوف في موريتانيا من خروج الأوضاع على السيطرة في جامعة نواكشوط عقب تجدد المواجهات العرقية بين طلبة عرب وزنوج رغم محاولات للتهدئة ووأد الفتنة.
وأغلقت السلطات مجددا الجامعة في وجه آلاف الطلاب والأساتذة والإداريين إلى أجل غير مسمى، وهو ثاني إغلاق في أقل من شهر لهذه الجامعة الوحيدة في البلاد بسبب تكرر المواجهات العرقية فيها.
وجاءت المواجهات المحدودة التي وقعت قبل يومين عقب صفع طالب زنجي طالبة عربية. وقد تدخلت قوات الأمن وأنهت الاشتباكات بين الطرفين قبل أن تتطور.
عودة التوتر
وتمركزت الشرطة معززة بالأمن الجامعي عند مداخل الجامعة, ومنعت الطلبة من دخولها، بينما أصدرت الجهات الإدارية عقب اجتماعات لتقييم الوضع الأمني قرارا بإغلاق أبواب الجامعة مؤقتا.
وجاء القرار بعد إغلاق سابق لأكثر من أسبوع بعد مواجهات بين طلبة عرب وآخرين زنوج هي الأعنف خلال السنوات الأخيرة, وقد استخدمت فيها العصي والحجارة, وأصيب فيها نحو ثلاثين طالبا.
وكان الخلاف حول انتخابات أجريت لاختيار ممثلين عن الطلاب بالمجالس الإدارية هو ما فجر تلك المواجهات التي اعتقل على إثرها أربعة من الطلاب الزنوج لنحو أسبوع قبل أن يفرج عنهم بعد ضغوط طلابية شاركت فيها نقابات على رأسها النقابة التي يسيطر عليها الإسلاميون، والتي مثلت في الأصل مع النقابة التي يسيطر عليها القوميون الزنوج طرفي الصراع.
اتهامات
وبعد هدوء الأوضاع, تبادلت الأطراف النقابية والسياسية الاتهامات بالمسؤولية عن تلك الأحداث، وقالت إدارة الجامعة إن التداخل بين النظامين الدراسيين المطبقين في الجامعة كان سببا في المواجهات، وإن بعض النقابات تراجعت عن اقتراح لإنهاء الخلاف.
لكن جهات طلابية حملت إدارة الجامعة مسؤولية ما آلت إليه تلك الأوضاع، في حين اتهمت أطراف طلابية ونقابية جهات أمنية بالسعي لتوتير الأوضاع والوقوف خلف تلك الأحداث.
كما اتهم زعيم المعارضة أحمد ولد داداه النظام الحاكم بإشعال الفتنة العرقية داخل الساحة الجامعية لإشغال الناس عن مشاكلهم الحقيقية، وصرف الأنظار عن الاحتجاجات الشبابية.
ورغم أن جهات طلابية اتفقت على التهدئة, فإن تفاقم الصراع السياسي المصحوب بقدر كبير من الشحن العرقي والفئوي قد يزيد احتمالات التصعيد بين الطلاب.
ويسبق التوتر الأيام التشاورية للتعليم, وهي الأيام التي ينتظر منها أن تضع السياسات المستقبلية في مجال التعليم، وتناقش موضوع العربية واللغات الأجنبية خاصة الفرنسية.
وقد كانت هذه المسألة موضع جدل طالما أثار احتكاكات واسعة في الشارع الموريتاني، ويعني اقتراب تلك الأيام التشاورية أن كل طرف يسعى لإثبات حضوره في الساحات الطلابية قبل.
ولأنها شبه الوحيدة في البلاد, فقد ظلت جامعة نواكشوط الساحة الأهم للصراعات السياسية والنقابية داخل الأوساط الطلابية، وظلت أغلب الأطراف السياسية تسعى لوضع اليد على حراكها النقابي والشبابي للاستفادة منه إعلاميا وسياسيا.