20110508
الجزیرة
بدأت الخلافات السياسية والصراعات الداخلية تسري إلى داخل جسم حزب العصر المؤسس من قبل مجموعات شبابية مقربة من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وظهرت هذه الخلافات إلى العلن حتى قبل أن يتم الإعلان بشكل رسمي عن ميلاد الحزب الجديد.
وأدت هذه الخلافات إلى إعلان مجموعات شبابية عن الاستقالة من حزب الشباب الوليد، وإنشاء إطار تنظيمي جديد "تتم من خلاله بلورة عمل سياسي عبر تنظيم منتديات شبابية وطنية مفتوحة أمام كل الموريتانيين بما يراعي الخصوصيات الوطنية ويلبي طموحات الجميع".
وانبثق حزب الشباب (العصر) من مبادرة سياسية شبابية تدعى "فوالا" نشطت في دعم الرئيس الحالي أثناء الانتخابات الرئاسية الأخيرة في يوليو/تموز 2009, وتم الكشف عن الحزب الجديد وعن قيادته المؤقتة المؤلفة من اثني عشر عضوا قبل أيام إثر لقاء لعدد من قادة تلك المبادرة مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز وتكليفهم بإنشاء الحزب الجديد الذي يرأسه الناشط الشبابي عبد الرحمن الدد.
ولكن الخلافات سرعان ما دبّت بين مكونات الحزب وأدت إلى انشطار في صفوف الشباب بموجبه شكلت المجموعة المنسحبة تجمعا أطلقوا عليه ائتلاف الغد، عقد اجتماعين كبيرين حتى الساعة.
سوء تسيير
ويقول القيادي بالائتلاف المنسحب من حزب العصر البو ولد عبدي ولد الجيد للجزيرة نت إن المجموعات المنسحبة كانت السباقة أصلا إلى الترحيب بفكرة إنشاء حزب شبابي يمكن من تجديد الطبقة السياسية، ويتجاوز الأخطاء والعقليات والسلوكيات التي تكبل الممارسة السياسية في البلد، لكنه لاحظ منذ الأيام الأولى للحزب أنه يسير على نفس المنوال ويكرر نفس التجارب.
وأكد أنهم حاولوا إصلاح الحزب الوليد من الداخل، وطالبوا بتسييره بشكل شفاف وواضح بعيدا عن أساليب الشللية والنفعية، وشكلوا لجنة وساطة لكن قيادة الحزب رفضت الحوار، وتجاهلت مطالب أغلب المؤسسين، وتمادت في أساليب التسيير العتيقة التي عفا عليها الزمن.
وحينئذ –يضيف ولد الجيد- قررنا الانسحاب مع احتفاظنا بمطلب إنشاء حزب سياسي يتجاوز تلك الأخطاء السابقة، ويفتح صدره للجميع، ويقدم جديدا في الممارسة السياسية.
وأكد أن الخلاف بين الطرفين ليس على أساس الولاء السياسي للنظام الحالي، وإنما أساسا على خلفية التسيير السيئ لقيادة الحزب الحالية التي لا تمتلك من أوراق الشرعية سوى أن بعضها التقى بولد عبد العزيز وأصبح يستغل تلك الورقة من أجل فرض الطاعة له من قبل الآخرين.
وكان منسق حزب الشباب عبد الرحمن ولد الدد قد قلل في وقت سابق –في اتصال مع الجزيرة نت- من أهمية تلك الانسحابات، واعتبر أن حزبه غير معني بها، وأنه تجاوزها بشكل نهائي.
الحزب الحاكم
ويبقى موضوع علاقة الحزب الحاكم الاتحاد من أجل الجمهورية بالحزب الجديد أو بالمنشقين عنه أحد أكثر الموضوعات غموضا حتى الآن، فقد اعتبر نائب رئيس الحزب الحاكم محمد يحيى ولد حرمة أن إنشاء الحزب الجديد لن يكون مجديا إذا قام على أنقاض أحزاب الأغلبية أو تسبب في تمزيقها وتفتيتها.
وقد نفى الحزب (الاتحاد من أجل الجمهورية) في وقت لاحق أنباء تردد عن وقوفه خلف الشباب المنسحبين من حزب العصر، واعتبر أن ذلك لا أساس له من الصحة، وهو ذات الموقف الذي يؤكده الشباب المنسحبون من العصر (ائتلاف الغد).
ورغم ذلك فإن العلاقة بين الطرفين وانحياز ولد عبد العزيز لأي منهما ستكون حاسمة في مستقبلهما إيجابا وسلبا على حد سواء.