وأفاد مسؤول في الأمم المتحدة بأن عناصر الميليشيا المتطرفة احتلوا مكاتب برنامج الأمم المتحدة للتنمية والمكتب السياسي للأمم المتحدة في الصومال ودائرة أمن وسلامة الأمم المتحدة في مدينتي بيداوة (250 كلم جنوب العاصمة مقديشو) ووجيد (مئة كلم شمال بيداوة).
وأضاف المسؤول الذي رفض كشف هويته في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» من بيداوة: «صادروا معدات في المكاتب وأبلغوا الموظفين عدم القلق وانهم لن يتعرضوا لهم بأذى». وتابع: «قالوا إن الهجوم سيظل محصوراً بهيئات الأمم المتحدة التي تم حظر نشاطها».
ولم تهاجم ميليشيا «الشباب» وكالات أخرى للأمم المتحدة لها مكاتب في بيداوة ووجيد.
وكانت ميليشيا «الشباب» أعلنت في بيان أمس أنها «منعت» هذه الهيئات الدولية الثلاث من العمل في الصومال، متهمة إياها بأنها «عدوة الله والمسلمين». وأضاف البيان: «ثبت أن هذه الوكالات تعمل ضد مصالح المسلمين الصوماليين وضد إقامة دولة إسلامية في الصومال».
وليس للأمم المتحدة موظفون أجانب يعملون في شكل دائم في الصومال. وفي المقابل، فإن موظفين محليين للمنظمة الدولية يعملون في مختلف مدن البلاد، خصوصاً لتوزيع المساعدات الانسانية على السكان. ويقوم الموظفون الأجانب بمهمات في شكل منتظم في الصومال انطلاقاً من كينيا المجاورة.
ومنذ بداية أيار (مايو)، يشن المتمردون الإسلاميون هجوماً غير مسبوق في محاولة لإطاحة الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد الذي انتخب في كانون الثاني (يناير). وينتمي هؤلاء المتمردون إلى ميليشيا «الشباب» و «الحزب الإسلامي» بزعامة الشيخ حسن طاهر عويس.
وقالت السلطات الصومالية إن «الشباب» يحتجزون اثنين من عناصر الاستخبارات الفرنسية خطفهما مسلحون في الرابع عشر من تموز (يوليو) في فندقهما في مقديشو. وأعلن قيادي في حركة «الشباب» السبت أن الرجلين سيحاكمان بتهمة «التجسس» أمام محكمة اسلامية.
وقال رئيس الوزراء الصومالي عمر عبدالرشيد شرمركي أول من أمس إن الحكومة لم تستبعد أي خيار لتحرير الفرنسيين بما في ذلك السماح لباريس بارسال كوماندوس الى البلاد. وقال لـ «رويترز» في نيروبي: «الخيارات كلها مطروحة ولن يُستبعد شيء ... لم نتلق حتى الآن أي طلب فدية ونحن نعمل على اطلاق سراح المخطوفين مهما كلف الأمر».