20110514
العالم
وانتشرت أعداد كبيرة من قوات الأمن منذ الصباح الباكر الأحد في مكان تجمع المتظاهرين الذين كانوا يعتزمون بعد ذلك التوجه إلى مركز اعتقال تمارة في مقر مديرية مراقبة التراب الوطني والاستخبارات المغربية .
وهذه أول مرة يحاول فيها متظاهرون معظمهم من " حركة شباب 20 فبراير " التي تطالب بإصلاحات سياسية ، التجمع أمام ذلك المركز .
وقد خرجت أولى التظاهرات في المغرب في العشرين من فبراير في سياق حركات الاحتجاج في دول عربية عدة ، تلتها تظاهرات أخرى في العشرين من مارس مطالبة بالعدالة الاجتماعية وإقامة نظام ملكية برلمانية .
وفي خطاب ألقاه في التاسع من مارس فاجأ العاهل المغربي الملك محمد السادس الجميع بإعلان إصلاحات سياسية هامة تهدف خصوصا إلى تعزيز استقلال القضاء وفصل السلطات ، وانشأ في اليوم التالي لجنة أوكلت إليها مهمة تعديل الدستور عبر استفتاء .
وكان مقررا أن يتناول المتظاهرون الأحد الغداء في وسط تمارة في إطار يوم احتجاجي ضد الاعتقال السري كما أعلنت الحركة في بيان تسلمته فرانس بريس الأربعاء وجاء فيه إنه " بهذا التحرك السلمي تدعو حركة شباب 20 فبراير إلى ملاحقة المسؤولين عن التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان " .
وفي تصريح لفرانس بريس قالت خديجة الرياضي رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بعد تدخل الشرطة بقوة لتفريق التظاهرة ومنعها من الوصول إلى مركز تمارة " إننا ندين هذا التدخل العنيف " .
وأضافت " هذا غير شرعي لأنه مكان عام والتظاهرة كانت سلمية ، إن الدولة خائفة من كشف هذا المركز " .
وانتقدت منظمات غير حكومية بما فيها هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية انتهاكات حقوق الإنسان في مركز الاعتقال .
وفي تقرير نشر في 25 أكتوبر 2010 أفادت هيومان رايتس ووتش أن أشخاصا يشتبه بتورطهم في الإرهاب " معتقلون في مركز سري قرب الرباط ويحتجزون أكثر من مهلة الاثني عشر يوما التي يسمح بها قانون مكافحة الإرهاب" المصادق عليه العام 2003 .
وأضافت المنظمة أن عناصر من مديرية مراقبة التراب الوطني " يشاركون بشكل حثيث في اعتقال أشخاص يشتبه بتورطهم في الإرهاب واستجوابهم " .
ونقل الجرحى الذين سقطوا خلال تدخل الشرطة الأحد إلى المستشفى وقال أحد أعضاء الحركة إن " ناشطا من فرع الحركة في سلا (قرب الرباط) يدعى سعيد الإدريسي نقل إلى المستشفى بعد إصابته بجروح في رأسه وأنفه " .
وبعد ذلك توجه ناشطو " حركة شباب 20 فبراير " إلى مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حيث سيعقد مؤتمر صحافي لاحقا .
كذلك تدخلت قوات الشرطة الأحد لتفريق تظاهرة إسلاميين أمام مقر البرلمان في الرباط كما أفاد مراسل فرانس بريس .
وقد تظاهر آلاف الأشخاص الأحد الماضي في مراكش معظمهم من الحركة احتجاجا على اعتداء 28 أبريل الذين استهدف قلب المدينة السياحي وأسفر عن سقوط 17 قتيلا بينهم ثمانية فرنسيين ، وطالب المتظاهرون بإصلاحات ديمقراطية قالوا إنها " أفضل وسيلة لمكافحة العنف " .
وتجدر الإشارة أن السلطات أبلغت بعض شباب 20 فبراير وبعض الشخصيات من الهيئات الداعمة لهم من تيارات مختلفة بقرار منع المسيرة ابتداء من يوم الجمعة 13 ماي الجاري، لكن حركة 20 فبراير تشبثت بحقها في تنظيم المسيرة في كل الظروف.