أدان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الترحيب الحار الذي لقيه عبد الباسط المقرحي المدان في قضية لوكربي لدى عودته إلى طرابلس الأسبوع الماضي، وذلك في أول تعليق للمسؤول البريطاني على قرار السلطات الأسكتلندية الإفراج عن المواطن الليبي.
وقال براون إنه "غاضب ومستاء"، وأوضح خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "ينبغي أن أقول لكم إنني كنت غاضبا ومستاء من استقبال المدان بجريمة إرهابية ضخمة لدى عودته إلى ليبيا".
لكن رئيس الوزراء البريطاني أعرب عن اعتقاده بأن الإفراج عن المقرحي لن يتسبب لبريطانيا في أي ضرر على المستوى الدبلوماسي. وقال "لا أعتقد أن ما حدث سيقوض علاقاتنا مع إسرائيل أو الولايات المتحدة أو الدول الأخرى التي تعمل معنا في محاربة الإرهاب".
وأشار إلى أن بريطانيا مستعدة للعمل مع ليبيا في مجال مكافحة "الإرهاب". وأضاف "نريد العمل مع دول، حتى دول مثل ليبيا التي نبذت الأسلحة النووية الآن وتريد الانضمام إلى المجتمع الدولي".
ولم يعلق براون من قبل على قرار السلطات الأسكتلندية الإفراج عن المقرحي الأسبوع الماضي لأسباب إنسانية، وأدت تلك الخطوة إلى إدانة من جانب حكومة الولايات المتحدة.
وقال براون إنه تحدث بوضوح عند لقائه بالزعيم الليبي معمر القذافي الشهر الماضي، وأبلغ الزعيم الليبي حينها أن بريطانيا ليست لها سيطرة على القرار المتعلق بالإفراج عن المقرحي، فهذا شأن يدخل ضمن صلاحيات سلطات أسكتلندا.
ونفت بريطانيا أنها كانت ترغب في الإفراج عن المقرحي بهدف تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع ليبيا. ونشر مكتب براون رسالة بعث بها إلى القذافي في 20 أغسطس/آب يطلب فيها منه بوضوح الامتناع عن تنظيم "استقبال تسلط عليه الأضواء" للمقرحي.
وندد ساسة من المعارضة برئيس الوزراء البريطاني بسبب صمته على القرار المتعلق بلوكربي خلال الأيام القليلة الماضية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في حكومة الظل التابعة لحزب المحافظين وليام هيج إن براون لم يقل بعد ما إذا كان يؤيد الإفراج عنه، واتهم براون "بالفشل في القيادة".
يذكر أن المقرحي (57 عاما) هو الوحيد الذي أدين بتفجير طائرة شركة بان أمريكان فوق بلدة لوكربي الأسكتلندية عام 1988 الذي أسفر عن مقتل 270 شخصا، وهو الآن مصاب بسرطان البروستاتا، وكان في استقباله بالعاصمة الليبية أكثر من 1000 شخص رددوا الهتافات ولوحوا بأعلام ليبيا وأسكتلندا.