20110519
الجزيرة
بعد قرابة 89 عاما قضاها في قبو العمل السري، يستعد الحزب الشيوعي المصري لعقد أول مؤتمر علني له خلال الأشهر الثلاثة المقبلة تحت شعار "العدالة الاجتماعية والحريات النقابية". ويدين الحزب بخروجه إلى العلن لثورة 25 يناير.
وقال الأمين العام للحزب صلاح عدلي للجزيرة نت إن الشيوعيين المصريين سينتخبون في مؤتمرهم قيادة جديدة ويقرون برنامج الحزب ولائحته، موضحا أن الحزب ضد من يقول إن الدولة مرجعيتها كتاب الله، ويرى أن المرجعية للدستور والسلطة للشعب، وهو ليس من دعاة العنف ولا مناهضا للدين.
وتوقع عدلي أن يشهد العالم موجة من المد اليساري، وقال إن الحزب يبحث عن المشترك بين القوى اليسارية في مصر كي يكون اليسار قطبا أكثر فاعلية، وهو أقرب إلى التحالف مع القوى الليبرالية، ويرفض التعامل مع الإخوان المسلمين لأنهم يتحدثون عن دولة مدنية بمرجعية دينية.
الحريات النقابية
أما النقابي ومسؤول مكتب العمال في الحزب حمدي حسين فأكد أن هدف الشيوعيين يتمثل في استكمال مهام الثورة، وفي مقدمتها تحقيق العدالة الاجتماعية والحرية النقابية"، مشيرا إلى أن البيان الخامس للمجلس العسكري ينص على الالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية التي وقعت عليها مصر، ومن ضمنها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعمال، وحق الاعتصام والتظاهر والإضراب.
وبحسب حسين فإن الحزب يطالب بإصدار تشريع ينص على وضع حدين أدنى وأقصى للأجور، موضحا أن الحزب يعقد حاليا دورات تثقيفية لكوادره لتعريف أعضاء الحزب في المصانع بحقوقهم وواجباتهم.
تحديد الأولويات
وعن الأسباب التي دفعت الحزب إلى العمل السري، قال عضو أمانته المركزية المؤقتة معتز الحفناوي للجزيرة نت إن الحزب أُنشئ عام 1922، لكنه تعرض للحظر على يد حكومة الوفد برئاسة سعد زغلول عام 1924، ومنذ ساعتها وهو يمارس عمله بشكل سري.
وفي العهد الناصري تم القبض على قيادات الحزب عام 1958، وفي عام 1975 قدم الرئيس الراحل أنور السادات قيادات الحزب -وبينهم هو شخصيا- إلى المحاكمة، لكن القضاء رفض الدعوى حسب ما ذكره الحفناوي.
ويضيف أنه بعد ثورة 25 يناير صدر قرار بظهور الحزب إلى العلن، وتم انتخاب قيادة مؤقتة من 17 عضوا انتخبوا أمانة للحزب مؤلفة من خمسة أفراد كي تقوم بالإعداد للمؤتمر الرابع للحزب، وذلك بعد ثلاثة مؤتمرات سرية سابقة.
وأشار إلى أن المؤتمر سيعمل على بلورة وجهة نظر الشيوعيين في التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي بمصر، وتحديد أولوياته بما يتماشى مع مكونات المجتمع، وكذلك بلورة المطالب السياسية والاقتصادية والاجتماعية للطبقة العاملة من خلال برنامج سياسي يقدمه الحزب للجماهير، وتحديد الشكل التنظيمي للحزب داخل المجتمع، وتصعيد كوادره حتى اللجنة المركزية.
ولفت الحفناوي إلى أن الحزب لن يتقدم بإخطار للجنة شؤون الأحزاب، لأنه يرفض قانون الأحزاب لكونه يخدم الأغنياء والبرجوازيين ولا يناسب العمال والفلاحين.
ويرفض اتهام البعض للشيوعيين بأنهم يشجعون الفوضى، مؤكدا أن المرحلة الراهنة لا تؤهل المجتمع المصري لتحقيق الاشتراكية.
وبالنسبة للتمويل يؤكد أنه يتم من خلال اشتراكات أعضاء الحزب ومشاريعهم الاقتصادية، "ولا علاقة للحزب بأي تمويل خارجي"، ويشدد على أنه لا تربط الحزب أي علاقات تنظيمية مع حزب التجمع، متهما إياه بأنه لا يمثل الطبقة العاملة بشكل سليم.
رفض دعوة هيكل
ويُعتبر الحزب الشيوعي المصري الخامس على ساحة اليسار المصري، وكان قد أصدر بيانا استنكر فيه عدم تمثيله في لقاء ضم المجلس العسكري بأحزاب وقوى سياسية.
كما أصدر بيانا الثلاثاء يرفض فيه دعوة الكاتب محمد حسنين هيكل إلى ترشيح القائد العام للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي لتولي منصب رئيس الجمهورية في الانتخابات المقبلة. واستنكر الحزب -في بيان آخر- الأحداث الطائفية بمنطقة إمبابة، وأعلن تأسيس "جبهة القوى الاشتراكية" بالمشاركة مع أربع قوى اشتراكية.
ويتخذ الحزب من الماركسية اللينينية الأساس النظري لفكره وسياساته، وقد شارك في الاحتفال بعيد العمال في ميدان التحرير مطلع مايو/أيار الجاري، حيث رفع عدد من العمال اليساريين الأعلام الحمراء.