20110519
الجزيرة
شهدت تونس أول مواجهة من نوعها مع من قالت وزارة الداخلية إنهم مجموعة مسلحة تنتمي إلى القاعدة، قتل خلالها ضابط برتبة عقيد وعنصران من التنظيم وجرح عدد من الجنود في منطقة الروحية بولاية سليانة شمالي غرب البلاد.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية ناجي الزعيري للجزيرة إن التحليلات التي أجريت على جثتي اثنين من عناصر تلك المجموعة بينت أنهما تونسيان وينتميان إلى تنظيم القاعدة، لافتا إلى فرار عنصر ثالث وهو تونسي الجنسية أيضا.
وأضاف الزعيري أن الاشتباك مع المجموعة المسلحة في سليانة جاء بعد إلقاء القبض على أربعة عناصر ينتمون إلى القاعدة في الأيام الماضية بينهم ليبي وجزائري.
وأشار إلى أن عدد الموقوفين من التنظيم يبلغ ستة عناصر، بينما هناك آخرون يختبئون في مناطق بالجنوب التونسي، مؤكدا أن أغلبية العناصر يدخلون تونس عبر الحدود الجزائرية وبالتحديد منطقة جبل الأبيض التي تأوي -بحسب الزعيري- أحد مخيمات تدريب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي.
وفي تعليق له على أحداث سليانة قال رئيس الحكومة التونسية المؤقتة الباجي قائد السبسي إن ما حدث يثبت أن بلاده ليست في مأمن من مخاطر ما يسمى الإرهاب، وأضاف أن سقوط ضحايا في صفوف الجيش التونسي يدعو إلى تجديد الإكبار للدور الذي يقوم به الجيش.
وأكد مصدر أمني للوكالة الفرنسية أنها المرة الأولى منذ الثورة التونسية التي يقتل فيها "إرهابيون" جنودا تونسيين.
من جهتها ذكرت إذاعة موزاييك أف.أم التونسية أن هذه المواجهات وقعت بين الجيش و"مجموعة مسلحة من تسعة أشخاص يحملون الجنسيات التونسية والجزائرية والليبية وينتمون إلى تنظيم القاعدة".
وفي سياق متصل قال مصدر عسكري تونسي للجزيرة إنه من بين ما عُثر عليه بحوزة القتلى المسلحين، ذخائر وخرائط تتضمن مسالك ومواقع مفترضة لتحركاتهم.
رفض حزبي
في غضون ذلك، جددت أحزاب تونسية رفضها لما أسمته الإرهاب ودعت إلى اليقظة لحماية الأراضي التونسية، وذلك على خلفية الإعلان عن اشتباكات منطقة الروحية.
ودعا حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي والحزب الديمقراطي التقدمي وحزب الوحدة الشعبية في بيانات منفصلة رفضهم لكافة الأعمال الإرهابية التي تستهدف ضرب وحدة البلاد، مؤكدين على ضرورة المزيد من اليقظة لحماية الثورة.
بدوره، دعا حزب الوحدة الشعبية الحكومة التونسية المؤقتة إلى استدعاء ضباط وضباط صف الاحتياط، والتفكير في تعبئة شاملة ليتولى الشباب دعم صفوف الجيش في حماية الوطن.
من جهته قال المحلل والباحث الاجتماعي التونسي محمد الجويلي إن تنظيم القاعدة يستغل هذه الحالات من الارتباك على الحدود والانتقال الديمقراطي للسلطة، ووجد الفرصة مناسبة للقيام بعمليات "استعراضية" كي يثبت وجوده.
وأشار الجويلي إلى أن تونس لطالما كانت عصية على تنظيم القاعدة ما عدا عمليتين معروفتين هما عملية جربة وسليمان، لافتا إلى أن الموقوفين والقتلى في عملية الروحية مرتبطون بعملية سليمان.