20110521
الجزیرة
نقل مراسل صحيفة تايمز بمدينة مصراتة شهادة من أحد مرتزقة قوات القذافي بعد وقوعه جريحا، وهو شاب تشادي عاش بليبيا منذ عام 2006، وادعى أن جنود القذافي في طرابلس خطفوه وأجبروه على القتال.
وقال المراسل إن شهادته واحدة من روايات شهود العيان الأولى من الأراضي التي يسيطر عليها الثوار، وهي رد على اتهامات بأنهم ارتكبوا جرائم حرب ضد قوات القذافي.
وأوضح أن وحدة هذا الأسير تعرضت لهجوم في غابات الزيتون جنوبي مصراتة وحاول رفاقه الفرار. وقال "أمكننا سماع الثوار وهم يدعوننا للاستسلام ولكن معظمنا رفض". وأوضح أنه توقف تحت الجدار واختفى، فصعد ثلاثة ثوار من فوق الحائط لاعتقاله، أصيب أحدهم برصاص من جنود القذافي فغضبوا وأطلقوا عليه النار.
وسحب الأسير بطانية ليكشف عن أربعة مسامير معدنية في ساقه. وأظهرت بقعة سوداء مرئية تحت الضمادات، وكشف الجزء العلوي من فخذه حيث حطمت رصاصة عظمة الفخذ.
ومعظم الثوار بمصراتة من المدنيين غير المدربين. لقد شهدوا مقتل أصدقائهم وأقاربهم بسبب القصف المدفعي العشوائي. ويلقي الثوار باللوم على المرتزقة الأجانب، لا سيما الأفارقة، لارتكابهم أبشع الجرائم، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي.
وقال المراسل إن ما أدهشه هو أن الثوار نقلوا الجريح في خضم المعركة، رغم أن أحدهم قتل للتو، ولم يقتلوا الشاب التشادي، بل أخذوه إلى المستشفى ليلقى العلاج جنبا إلى جنب مع أصدقائهم.
واليوم هو موجود في عيادة داخل مخيم لأسرى الحرب، في الطابق الثاني من مدرسة ثانوية. وأكد المراسل أنه لا شك أن جرائم ارتكبت من قبل الجانبين، وقال إنه شاهد أحد الأسرى تلقى رصاصة بالقدم لمنعه من الهرب.
وهناك شريط فيديو بالإنترنت يظهر فيه اثنان من السجناء لدى الثوار وهما يُضربان بشكل بشع. واعترف الثوار أنهم يريدون الانتقام، لا سيما ضد سكان بلدة توارغة، وهي تبعد 40 كلم جنوبي مصراتة، حيث يتهمونهم بارتكاب تجاوزات كبيرة في الحرب.
لكن كثيرين يصبون غضبهم على القذافي ويقولون إنه المسؤول عن تحريض الليبيين على قتال بعضهم. وقال أحد المحققين بالسجين "القذافي لم يحترم معاهدة جنيف ولكننا لسنا مثله". ورفض المحقق أخذ صور للسجناء، من أجل حمايتهم.
وقال المراسل إنه على الرغم من أنه كان من المستحيل معرفة مدة التحضير للزيارة –التي تم ترتيبها قبل 24 ساعة من بدئها- فقد كان السجن نظيفا ولم تظهر أي علامات واضحة على سوء معاملة السجناء.
وقال محافظ المدينة الشيخ عبد الحفيظ بو قرين، إن هناك 126 سجينا، وتتراوح أعمارهم بين المراهقين حتى المتقاعدين، ومعظمهم ليبيون. وهم ينامون بالفصول الدراسية، بمعدل عشرين رجلا بالفصل الواحد. وتوجد شبكات معدنية على النوافذ ولكنها لم تكن مغلقة أثناء زيارة تايمز، كما أن السجناء لم يكونوا مقيدين.
وزعم السجناء أن جيش القذافي يعاني حالة من الفوضى، وقال بعضهم إن العقيد غرر بهم للقتال بمصراتة، حيث قال أحدهم إنه انضم للجيش منذ 15 عاما، وأوضح أنه وجد المقاتلين بمصراتة ليبيين وليسوا إرهابيين أجانب، كما قال آخر إنه وقع بالأسر لأن رفاقه هربوا وقال إن قوات القذافي قالت لهم إن مصريين وجزائريين استولوا على مصراتة، وأضاف أن القتال كان شديدا مما اضطر قوات القذافي للفرار.
وقال الثوار إن بعض السجناء اعترفوا بأنهم ارتكبوا جرائم اغتصاب ونهب لكنهم رفضوا كشفهم لمراسل الصحيفة، وأكد الشيخ بوقرين أنهم سيواجهون المحاكمة بمجرد سقوط القذافي.