20110522
الجزيرة
أدانت الولايات المتحدة في وقت متأخر أمس السبت الهجوم الذي شنه الجيش السوداني على منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها مع جنوب السودان وسيطرته على المدينة.
ودعا بيان صادر من البيت الأبيض القوات المسلحة السودانية إلى وقف كل العمليات في أبيي فورا والانسحاب من المنطقة.
كما حذر البيت الأبيض من أن رفض القوات السودانية الانسحاب من تلك المنطقة الإستراتيجية قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بعملية تطبيع العلاقات بين الخرطوم وواشنطن.
وندد البيان أيضا بالمرسوم الذي أصدره الرئيس السوداني عمر حسن البشير بحل المجلس الإداري لمنطقة أبيي.
وأوضح البيان أن الولايات المتحدة تأسف "للهجوم الذي شنته القوات الجنوبية في 19 مايو/أيار على قافلة تابعة للأمم المتحدة"، إلا أنها اعتبرت أن رد الحكومة السودانية "غير متناسب وغير مسؤول"، ويعد "انتهاكا صارخا" لاتفاق السلام الشامل في السودان.
جاء الموقف الأميركي بعد سيطرة قوات الحكومة السودانية أمس السبت على مدينة أبيي الرئيسية في المنطقة الحدودية المتنازع عليها بعد معارك ضارية مع الجيش الشعبي لتحرير السودان.
واعترف الجيش الشعبي لتحرير السودان -وهو الجناح العسكري للحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب- بأن القوات الشمالية سيطرت على المدينة الرئيسية.
وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان فيليب أقوير، إن بلدة أبيي تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية الآن بعد أن دخلتها بالدبابات.
وكانت أبيي قبل انفجار الأوضاع الأيام الماضية تحكم عبر إدارية مشتركة تتبع مباشرة لرئاسة جمهورية السودان.
وفد أممي
تزامن توتر الوضع في المنطقة مع وصول وفد من مجلس الأمن الدولي إلى الخرطوم لبحث الأزمة الناشبة، وتنفيذ ما تبقى من اتفاقية السلام الشامل بين الشمال والجنوب وعلاقة الأمم المتحدة مع الحكومة السودانية وحكومة الجنوب.
وقال مراسل الجزيرة نت في السودان إن المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية خالد موسى قال للصحفيين عقب وصول الوفد الأممي إلى الخرطوم أمس إن الوفد ألغى زيارته لأبيي بسبب الاضطرابات الأمنية في المنطقة، لكنه أكد أن الوفد سيلتقي في مدينة واو الجنوبية ممثلين عن قبيلتي المسيرية ودينكا نقوك اللتين تقطنان أبيي.
تجدر الإشارة إلى أنه من المقرر أن تنتهي مهمة المنظمة الدولية بالسودان في التاسع من يوليو/تموز المقبل، وفق ما هو مقرر في الاتفاقية، وهو الموعد الذي سينفصل فيه الجنوب رسميا عن الشمال.
ومن المقرر أن يبدأ الوفد مباحثاته اليوم مع مسؤولي الحكومة السودانية قبل أن يزور جنوب السودان للاجتماع بحكومته.
وكان مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني، قد استبعد تماما أن تعود الأمور مرة أخرى لمربع الحرب، لافتا إلى وجود تجاوزات من قبل الحركة الشعبية سيتم حسمها ومعالجتها.
وشدد إسماعيل -في مؤتمر صحفي عقب لقائه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى- على أنه ليس من مصلحة الشمال ولا الجنوب العودة للحرب مرة أخرى، وأن "هناك عقلاء في الطرفين يعلمون ذلك، لأن الحرب إذا عادت فستكون أسوأ مما كانت عليه في السابق".