20110522
الجزيرة
دعا الأمين العام لحزب العمل المصري مجدي أحمد حسين -وهو أحد الذين أعلنوا اعتزامهم الترشح لرئاسة مصر- إلى التبكير بالانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها بالبلاد في سبتمبر/أيلول المقبل، معتبرا أن ذلك يحمي الثورة وينقذ البلاد من طريق مسدود.
وطالب حسين بتخصيص شهر يونيو/حزيران المقبل لإعداد القوائم الانتخابية، على أن يخصص الشهر التالي للدعاية الانتخابية، ثم تجرى الانتخابات في أغسطس/آب، بهدف الإسراع في نقل السلطة إلى أيدي الثورة، حسب تعبيره.
وفي لقاء مع الجزيرة نت، وجه حسين انتقادات للحكومة الحالية برئاسة عصام شرف واعتبر أنها تحولت إلى "عبء على الثورة"، حيث رأى في لجوئها إلى طلب المعونة الخارجية نوعا من التسول. وقال "الغريب أنها لم تبدأ مشاريع، ولم تجتمع برجال الصناعة، ولم تهتم ببناء المصانع".
وتابع حسين "في الوضع الخارجي: ما معنى أن تعمل مصالحة فلسطينية ثم تواصل حصار غزة..، المطلوب فورا فتح معبر رفح بشكل كامل ليسمح بعبور السلع والبضائع، والحركة في الاتجاهين، لأن ذلك التزام للثورة المصرية".
الاستعداد للانتخابات
من جهة أخرى، انتقد الأمين العام لحزب العمل الدعوات لتأجيل الانتخابات البرلمانية بحجة أن الإسلاميين هم الجاهزون لها، وقال إن الإسلاميين عانوا في ظل النظام السابق من نفيهم في السجون والمعتقلات، في حين كان غيرهم يتمتعون بالعمل والحركة، فمن الذي يحتاج للاستعداد؟
وتحدى حسين من يتهمون الإسلاميين بعدم قبول تداول السلطة بأن يأتوا بمثال واحد يؤكد ذلك، مضيفا أن التاريخ يقول أن "من يمنع تداول السلطة هم العلمانيون".
وفي السياق ذاته، رفض حسين دعوة الكاتب محمد حسنين هيكل إلى تأجيل الانتخابات، ووصفها بأنها انقلاب على إرادة الشعب، معتبرا الانتخابات القناة الشرعية للثورة لكي تتسلم السلطة.
العمل والشعب
من جهة أخرى، لم يخف مجدي حسين شعوره بالمرارة من موقف المجلس العسكري الحاكم في مصر حاليا بسبب رفضه -كما يقول- عودة جريدة "الشعب" للصدور برغم حصولها على أحكام نهائية، وكذلك رفضه لاستئناف حزب العمل نشاطه. وتابع "لم نتلق أي دعوة للمشاركة في الحوارات التي يتبناها المجلس".
وأضاف أن "حزب العمل أحد أكثر الأحزاب شرعية، ولو تعنتوا معنا فسنخوض الانتخابات مستقلين كما حدث في عهد مبارك الاستبدادي، وسيكون ذلك وصمة في جبين العهد الحالي".
وفيما لو اختاره الشعب رئيسا للبلاد، قال إن مصر ستفتح صفحة جديدة من علاقات الندية مع الولايات المتحدة، أما اتفاقية كامب ديفد فقد أدت غرضها، "وليس في القانون الدولي ما يلزمنا بإمداد إسرائيل بمواردنا".
الثورات العربية
وحول التطورات العربية الحالية عبر حسين -الذي كان يحدثنا ومن خلفه العلم الليبي، وصورة للمسجد الأقصى- عن تفاؤله بنجاح الثورات العربية، وتغيير خريطة المنطقة خلال سنوات.
وبصفته المنسق العام لحركة كفاية، قال إن لجنتها التنسيقية ستعقد مؤتمرا السبت تناقش فيه ما إذا كانت ستستمر أم تتحول إلى حزب.
سجون.. ومؤتمرات
يذكر أن مجدي أحمد حسين هو نجل أحمد حسين مؤسس حزب مصر الفتاة، ولد عام 1951، وتخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 1972، وشارك في الحركة الطلابية، ورأس تحرير جريدة "الشعب" الناطقة بلسان حزب العمل الذي تعرض للتجميد منذ عام 2000، وبعد وفاة الأمين العام للحزب عادل حسين عام 2001 تولى المنصب، كما شغل مقعدا في بمجلس الشعب المصري من 1987 إلى 1990.
وقد تعرض للسجن مرات عدة، أحدثها كانت أوائل عام 2009 عندما قضت محكمة عسكرية بسجنه عامين بعد إدانته بالتسلل إلى قطاع غزة، حيث اعتقلته السلطات المصرية أثناء عودته من القطاع، وانتهت محكوميته يوم 29 يناير/كانون الثاني الماضي، أي بعد اندلاع الثورة بأربعة أيام.
ويعكف حسين حاليا على تنظيم سلسلة من المؤتمرات الجماهيرية في عدد من المحافظات لطرح برنامجه الانتخابي للترشح لرئاسة الجمهورية.