20110522
المجیط
واشنطن: رأت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الثورات والانتفاضات التي شهدها العالم العربي منذ شهور قليلة تحولت إلى مصدر إلهام كبير لكثيرين لأنها تقدم شعورا جديدا بالهوية الوطنية القائمة على فكرة المواطنة ، غير أنها قالت "إن ظهور بعض الانقسامات الدينية في مصر، والأصولية في تونس، والطائفية في سوريا والبحرين، والقبلية في ليبيا، يهدد الثورات والانتفاضات التي جرى الاعتقاد في بدايتها أنها ستقوم بتسوية العديد من القضايا التي كدرت العالم العربي منذ عهد الاستعمار".
وتساءلت الصحيفة في تقرير لها اليوم ،هل يمكن أن توفر الثورات مناهج بديلة للتكييف مع التعددية القبلية والطائفية والعرقية والدينية في العالم العربي بعد فشل الأنظمة القديمة في مصر وسوريا وليبيا واليمن ، والتوازن الهش في المجتمعات المنقسمة في لبنان والعراق، ونظام السلطة الآبوية في الخليج العربي التي تستخدم فيها عوائد النفط لشراء الولاء؟".
وقالت "إنه في إطار الثورات العربية يجرى اختبار فكرة المواطنة الأوسع بعد أن أدى الصمت عن الاضطهاد إلى تنافر بين فئات المجتمع" ، مشيرة إلى أن الأمن والاستقرار تم استخدامه كوسيلة في يد الحكام الطغاة في العالم العربي للقمع.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في ضوء العقوبات الأمريكية بات الشعور السائد في الربيع العربي أن الشعوب تستطيع أن تتخيل البديل
وفي ذات الوقت ، قالت "نيويورك تايمز" "إنه حتى النشطاء يعترفون أن المنطقة لا تمتلك نموذجا يحافظ على قدسية التنوع والتسامح دون الانقسام أمام الهويات الأكثر حسما" ، مشيرة إلى أنه حتى في تونس وهى دولة متجانسة إلى حد كبير ويحظى أهلها بقدر كبير من التعليم ، ظهرت خطوط الانقسام بين المناطق الساحلية ذات الفكر والتوجه العلماني والمناطق القبلية ذات التوجه التقليدي الديني المحافظ.
وفي مصر، رأت الصحيفة أن روح الهوية الوطنية التي تصاعدت وسادت وبلغت عنان السماء في بداية الثورة عندما احتفل مئات الألاف من المصريين ، مسيحيون ومسلمون ، في ميدان التحرير برحيل النظام وصيحاتهم التي تعالت ناطقة هتافات مثل "ارفع رأسك فوق أنت مصري" لم تمنع أسبوعا من العنف الديني بين المسيحيين والمسلمين في إمبابة وهو ما يعكس احتقانات ظلت مكتومة لزمن طويل وحاول النظام المستبد إخفاءها أو تركها تتزايد.
وقالت الصحيفة إن القبائل المنتشرة إلى حد كبير في غرب ليبيا والتي تسهم بالجنود في قوات العقيد معمر القذافي لن تسمح أبدا بنجاح الثورة من الشرق ، مهما كانت وعود الثوار بمواطنة واحدة في ليبيا تنعم بالديمقراطية تظل عاصمتها كما هى طرابلس.