20110524
الجزيره
قالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية إن استيلاء جيش السودان على أبيي المتنازع عليها مع الجنوبيين يهدد بتدهور الوضع بعدما نددت سلطات جنوب السودان بما سمته "الغزو" الذي تعرضت له المدينة، وأوضحت أن من شأن هذا التوتر أن يتسبب في حرب أهلية جديدة، بينما لم يكتمل انفصال الجنوب عن البلاد.
ولتحليل المسألة التقت الصحيفة مدير المركز الفرنسي للدراسات والتوثيق الاقتصادي والقضائي والاجتماعي لمصر والسودان، وسألته عن سبب استمرار الشمال في التحرك بعد شهرين من قرار استقلال الجنوب، فقال إن هذه المنطقة كانت سبب توتر مستمر منذ وقت طويل، ومع إعلان استقلال الجنوب ألحقت بالشمال، لكن عددا من سكانها الجنوبيين يأملون انتهاء الوضع بالتحاقها بالجنوب. وأضاف أن الوضع على الورق واضح تماما ويتمثل في اقتسام سلطة المدينة بين الشمال والجنوب مع تداول المناصب، ولكن بدون اعتبار ذلك مؤثرا على تبعيتها للشمال، وهناك أيضا مفاوضات بشأن توزيع الاحتياطيات النفطية بالمنطقة، لكن الواقع لا يسير كما على الورق.
ويقول مارك لافارنيي إن نصف سكان أبيي الأصليين استقروا بخلاف البدو القادمين من الشمال، ويضاف إلى السكان المستقرين لاجئون وعمال شركات نفطية وجنود، وكان من المقرر إجراء استفتاء بالمدينة يوم 9 يناير/ كانون الثاني الماضي لكنه لم يتم.
وقال أيضا إن حكومة الإنقاذ التي جاءت على أساس وطني وفي نهاية الأمر تخلت عن ثلث مساحة البلاد وما يعني ذلك من موارد مائية ونفطية، ليست مستعدة للتخلي عن المزيد من الأرض والموارد. وأضاف أن الوضع يشبه تقريبا مثيله في كوسوفو حيث يعتقد كل طرف أن التقسيم تم على حسابه وبطريقة عنيفة.
وأكد لافارنيي أن الوضع معقد وسيبقى كذلك، فحكومة الخرطوم تعتمد على أطراف جنوبية تقف معها ضد جيش التحرير الجنوبي الذي يملك مكاتب بالخرطوم حيث توجد أقلية جنوبية كبيرة.
وردا على سؤال يتعلق بتأثير النظام السوداني على العلاقة بين الشمال والجنوب، قال لافارنيي إن الصراع الحقيقي داخل النظام يجري بين المحافظين والمعتدلين، فقبل الاستفتاء كان هناك توتر، وكان نافع علي نافع مستشار الرئيس عمر البشير للشؤون الأمنية، وهو القائد الحقيقي للأجهزة الأمنية ويُعتبر الرجل القوي بالخرطوم، يدعو للمواجهة ضد الجنوبيين، أما البشير فلا يملك أية سلطة حقيقية وهو يسعى للتوفيق بين هذه الأجنحة.
وختم لافارنيي بأنه لا أحد يعرف بالتحديد كيف سيتطور الأمر بين الجنوب والشمال ولا طريقة معالجته، وقال "في الوضع الراهن يمكن الوقوع في فخ مجازر فظيعة ونزوح كبير لسكان المنطقة".