20110525
الجزيره
تظاهر اليوم الثلاثاء شباب الخامس والعشرين من فبراير في محيط الساحة الرئيسية بالعاصمة الموريتانية نواكشوط للتنديد بالأوضاع التي تعيشها البلاد، وللمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية عاجلة.
ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بإنهاء الحكم العسكري، وتشغيل الشباب، وتخفيض الأسعار وإنهاء الفساد، ومعاقبة المفسدين الذين نهبوا ثروات البلاد.
كما رفعوا نعوشا رمزية لما قالوا إنه الثالوث الذي قتله نظام ولد عبد العزيز وهو الديمقراطية، والتشغيل، والقوة الشرائية، وأدوا عليها صلاة الجنازة وشيعوها في الشارع المحاذي لساحة بلوكات.
وقد منعت قوات الشرطة المتظاهرين من الاقتراب من ساحة بلوكات التي تعتبر الساحة الرئيسية بالعصمة نواكشوط، وتطل على أهم المقار والمراكز الحيوية من بنوك وأسواق وإدارات حكومية.
وانتشرت قوات الشرطة في جنبات ومحيط الساحة، وقامت بتطويقها من جميع الجهات، ومنعت حتى المارة غير المتظاهرين من الاقتراب منها.
وتحولت تلك الساحة منذ مدة إلى إحدى نقاط الصراع الرئيسية بين قوات الأمن وشباب الخامس والعشرين الذين يتهمون النظام ببيعها قبل شهور لعدد من مقربيه، بعد إزالة المباني التي كانت فيها والتي هي أول مبان تشيد في العاصمة نواكشوط بعد تأسيسها في نهاية خمسينيات القرن الماضي.
بلطجية
ورغم عدم حدوث اشتباك مباشر هذه المرة بين الشباب المتظاهرين وقوات الأمن فإنها مع ذلك لم تخلُ من مظاهر العنف، حيث تدخل عدد من عناصر البلطجية يحملون سكاكين وآلات حادة، وحالوا الاعتداء على بعض الشباب، وتمكنوا عدة مرات من تفريق المتظاهرين، وإرغامهم على التراجع إلى الشوارع الخلفية تحت تهديد السلاح الأبيض، كما انتزعوا منهم بعض اللافتات والشعارات التي كانوا يرفعونها.
وقال القيادي في شباب الخامس والعشرين عبد الرحمن ولد ودادي للجزيرة نت إنه عار أن تطلق أيدي اللصوص وأصحاب السوابق لمواجهة شباب عزل خرجوا بشكل سلمي للتعبير عن آرائهم، واتهم قوات الأمن باستقدام البلطجية لفعل ما عجزت هي نفسها عنه من تفريق المتظاهرين وكسر إرادتهم، ومنعهم من التعبير عن اقتناعاتهم بكل حرية ومسؤولية.
وأكد أحد الشباب المتظاهرين أن عناصر البلطجية تم استقدامها وتوزيعها ميدانيا من طرف أحد عناصر الأمن المعروفة، وأنهم يستفيدون من حماية وحدات الشرطة المرابطة في الميدان.
دعوة للمؤازرة
وكان حزب تكتل القوى الديمقراطية الذي يرأسه زعيم المعارضة أحمد ولد عبد داداه قد دعا غداة تنظيم الاحتجاجات الشبابية القوى الحية والأحزاب السياسية وأصحاب النفوذ الثقافي والاجتماعي والاقتصادي إلى الوقوف إلى جانب طموح الشباب في تحركهم السلمي لتحقيق مطالبهم العادلة في التعليم والعمل والعيش الكريم، وذلك "تقديرا للظروف التي تعيشها موريتانيا".
وقال الحزب في بيان له إن ما نشاهده اليوم من "تعنت وتجبر من النظام العسكري، واحتقار للمؤيد قبل المعارض، وصم الآذان أمام الدعوة إلى الحوار والإصلاح لتفادي الانفجار" ليس إلا "حلقة من حلقات نهج الأنظمة العسكرية المتخلفة التي تعيش في الوقت الضائع".
وكان شباب الخامس والعشرين من فبراير قد بدأ تحركاته الاحتجاجية الهادفة لفرض إصلاحات سياسية واجتماعية في البلاد قبل نحو ثلاثة أشهر، ونظم منذ ذلك الوقت عددا من النشاطات والاحتجاجات التي تعامل معها النظام بإيجابية ومرونة في البداية، قبل أن يتوجه إلى منعها ومواجهتها في وقت لاحق.
وبالموازاة مع الحراك الشبابي في أوساط الشباب المطالب بإسقاط النظام، بدأ الشباب الموالون للرئيس محمد ولد عبد العزيز محاولات إنشاء أحزاب سياسية شبابية لمواجهة الحراك الشبابي المناهض للنظام، كما أطلق الحزب الحاكم جملة من النشاطات الموجهة بشكل خاص إلى شريحة الشباب في محاولة لامتصاص الغضب الشبابي، وسحب البساط من تحت أقدام المعارضين.