20110525
الجزيره
تباينت آراء المحللين السياسيين حول الأسباب الحقيقية وراء سيطرة الجيش السوداني على منطقة أبيي في ظل تأكيد الخرطوم رغبتها بفرض حل سلمي للأزمة ودعوات أميركية بضرورة سحب الجيش السوادني من المنطقة.
وقد سارعت الحكومة السودانية عبر أحد مسؤوليها إلى استبعاد رغبة القوات المسلحة في السيطرة على المنطقة لفرض أمر واقع فيها "كما كانت تريد الحركة الشعبية لتحرير السودان".
وقال وزير الدولة برئاسة الجمهورية أمين حسن عمر للصحفيين إن ما قامت به القوات المسلحة في أبيي يأتي في إطار توفير حماية للمدنيين وبسط الأمن في كل شبر تابع لشمال السودان.
ورفض ما أسماه محاولات الجيش الشعبي الرامية لفرض واقع مخالف للقوانين والدساتير التي تحكم اتفاق السلام الشامل "وأن محاولته –أي الجيش الشعبي- للاستيلاء على أبيي بطريقة ملتوية أمر غير مقبول".
صاع بصاعين
ويبدو أن هناك أسراراُ ما زالت تفرض الكثير من الصمت على بعض المبررات الضرورية التي جعلت من القوات المسلحة السودانية للمسارعة –وقبل أن تحصر خسائرها- ترد صاع الجيش الشعبي بصاعين مثله.
وبينما تتمسك الحكومة بذلك الموقف المعلن من قبل، اختلف المحللون في تفسيراتهم للموقف برمته وما إذا كان رد فعل طبيعيا أو لقطع طريق كان ينوي الجيش الشعبي سلوكه أو لشيء كان يُخطط له مستقبلا.
فالمحلل السياسي إبراهيم دقش لم يستبعد حصول الجيش السوداني على معلومات تُنبئ أن الحركة الشعبية كانت تخطط لهجوم على أبيي.
وأشار إلى وجود تقارير ربما رفعت للحكومة الجنوبية تفيد بأن المؤتمر الوطني السوداني في أضعف حالاته، ويعاني من انقسامات حادة بداخله مما يجعل انتهاز الفرصة بفرض الوجود العسكري في أبيي أمرا سهلا.
وقال دقش للجزيرة نت إن الجيش السوداني أجبر على الخطوة الأخيرة بعدما ورده من تقارير تحذيرية.
تجاوزات مقصودة
وأكد دقش أن التجاوزات التي وقعت في أبيي "هي تجاوزات مقصودة بحد ذاتها لحسم الموقف لصالح من قاموا بها" متوقعا وجود جهات دولية داعمة لموقف حكومة الجنوب.
أما الكاتب والمحلل السياسي محمد موسى حريكة فقد اعتبر أن العملية لا تخرج عن نطاق العلاقة الجامعة بين الطرفين، مشيرا إلى أن التحرك للسيطرة على أبيي أملته الاستجابة لرغبات الموالين للحكومة من أبناء المنطقة.
ولم يستبعد في حديثه للجزيرة نت أن يكون الجيش السوداني قد تلقى ما يفيد برغبة الحركة الشعبية لفرض الأمر الواقع من خلال الاستيلاء على أبيي وما حولها من قرى، مؤكدا أن من تخوفات الحكومة "وجود أبيي ضمن دستور دولة الجنوب".
لكنه أشار إلى خسارة الحكومة التي ستبدأ منذ عودة وفد مجلس الأمن الدولي لواشنطن، مضيفا أن كثيرا من الدول تضع الحكومة السودانية بامتحان دائم "وبالتالي لن تجد الحكومة (السودانية) أي مبررات يمكن أن تقنع بها تلك الدول".