20110525
الجزيره
أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أن جيش بلاده لن ينسحب من منطقة أبيي، مؤكدا أن هذه المنطقة تخص شمال السودان.
وقال البشير -في كلمة ألقاها الثلاثاء في احتفال بإحدى المدارس في الخرطوم- إن "أبيي أرض شمالية سودانية والقوات المسلحة لن تنسحب منها".
وأضاف "أعطيت القوات المسلحة الضوء الأخضر في حالة حدوث أي استفزازات بالرد عليها دون الرجوع إلي، ونحن مستعدون للعودة للحرب".
وتابع البشير أن "الحكومة لن تسمح بأن يعامل المسيرية كمواطنين من الدرجة الثانية"، في إشارة إلى العرب البدو الذين يتنازعون السيطرة على أبيي مع قبائل جنوبية.
وكان البشير قد صرح في وقت سابق بأن بلاده تريد حلا سلميا لمنطقة أبيي المتنازع عليها، وقال -خلال قمة ثلاثية في الخرطوم مع رئيسي تشاد إدريس ديبي، وأفريقيا الوسطى فرانسوا بوزيزيه- إن بلاده تبذل جهودا مضنية من أجل حل الخلافات المتبقية وإزالة التوتر في أبيي والمضي قدما في حل سلمي للمنطقة.
مطالبة
من جهته جدد مجلس الأمن الدولي الثلاثاء مطالبته بـ"الانسحاب غير المشروط والفوري للجيش السوداني النظامي من منطقة أبيي"، وذلك في اليوم الرابع والأخير لبعثته إلى السودان.
وقالت السفيرة الأميركية في مجلس الأمن سوزان رايس في مؤتمر صحفي في جوبا "نطلب الانسحاب الكامل وغير المشروط والفوري لقوات السودان المسلحة التابعة للشمال من أبيي".
وتحدثت رايس في اليوم الأخير لزيارة وفد مجلس الأمن الدولي إلى السودان، في إطار جولة إقليمية مخصصة لشؤون الأمن في شرق أفريقيا، بعد زيارته أديس أبابا ثم الخرطوم.
وزار وفد المجلس جوبا منذ الاثنين الماضي حيث التقى أفراده مع سلفاكير ميارديت بوصفه النائب الأول للرئيس السوداني ورئيس حكومة الجنوب، وكبار المسؤولين في حكومته، لإجراء محادثات حول ملف أبيي بشكل أساسي.
إقرار
وأفاد مصدر في الوفد تحدث بعد لقاء الأخير مع الإدارة الجنوبية في جوبا، بأن حكومة جنوب السودان تعهدت للمجلس بالامتناع عن الرد عسكريا على هجوم جيش الشمال.
وتابع المصدر أن حكومة الجنوب أقرت بمسؤوليتها عن كمين الخميس الماضي استهدف قافلة لقوات الشمال برفقة قبعات زرق زامبيين تابعين لبعثة الأمم المتحدة في السودان، مما دفع القوات السودانية إلى شن هجومها على أبيي.
ضحايا
وفي العاصمة الكينية نيروبي -التي وصلها الوفد الأممي مساء أمس الثلاثاء في زيارة تدوم يومين مخصصة للأزمة في الصومال- قال السفير السوداني هناك كمال سعيد إسماعيل إن الهجوم الذي شنته القوات الجنوبية الخميس الماضي وأدى إلى إشعال الموقف أسفر عن مقتل 70 جنديا من القوات الشمالية وفقدان 70 آخرين.
وأضاف سعيد أن هذا الهجوم دفع القوات المسلحة السودانية للرد "وأعتقد أن هذا كان ضربة قاصمة. القوات المسلحة السودانية ردت للدفاع عن النفس"، مؤكدا في الوقت نفسه أن الخرطوم لا تزال ملتزمة بالعمل من أجل تجنب حرب جديدة.
نزوح
وقال مسؤولو الأمم المتحدة إن ما بين 15 و20 ألف شخص فروا من أبيي ووصلوا إلى أجوك والمنطقة المحيطة بها، وهي بلدة تقع عبر حدود الجنوب مباشرة.
وقالت إليزابيث بايرز من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الوضع متفجر للغاية وغير واضح.
وقالت الأمم المتحدة إن فريقا من خبرائها زار أجوك يوم الاثنين الماضي لتقييم الوضع وتقدير عدد النازحين، ولكن وقع تبادل لإطلاق النار في البلدة أثناء اجتماع الفريق مع مسؤولين محليين وقطعت الزيارة.
وقالت الأمم المتحدة إن أشخاصا مسلحين قاموا بنهب وإحراق أجزاء في بلدة أبيي يوم الاثنين.