20110526
الجزيرة
تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس وزراء بريطانيا ديفد كاميرون الأربعاء بالاستمرار في الضغط على نظام العقيد معمر القذافي حتى يتخلى عن السلطة، في حين دعا الاتحاد الأفريقي مجددا إلى حل سياسي للأزمة الليبية خلال انطلاق قمة مخصصة للموضوع ذاته، في حين قالت جنوب أفريقيا إن رئيسها سيبحث مع القذافي خلال زيارته ليبيا سبل خروجه.
وقال كاميرون إنه اتفق مع أوباما على مساندة "أولئك الذين يعملون من أجل الحرية"، وإنهما سيحملان رسالة المساندة إلى قمة مجموعة الثماني حيث سيدعمان برنامجا واسعا لدعم سياسي واقتصادي للبلدان التي ترغب في إجراء إصلاحات.
وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك بلندن أنهما عملا على تحريك المجتمع الدولي لحماية الشعب الليبي من نظام القذافي، معتبرا أن واشنطن ولندن تواصلان تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بالتعاون مع الحلفاء.
من جهته أقر أوباما بأن غارات حلف شمال الأطلسي (ناتو) على ليبيا "محدودة أصلا"، معتبرا أنه بمجرد استبعاد تدخل من القوات البرية فإن الغارات الجوية ستكون محدودة بطبيعة الحال.
وأضاف أنه في النهاية ستكون هناك عملية بطيئة ولكن بوتيرة ثابتة، إلا أنه أشار إلى أن الناتو سيواصل غاراته حتى تتوقف هجمات القذافي على المدنيين.
وفي سياق متصل قال الرئيس الأميركي أمام البرلمان البريطاني إن تدخل الغرب في ليبيا جاء من منطلق إنساني ولإيقاف "زعيم من ذبح شعبه"، مضيفا أن بلاده ستقف إلى جانب الشعب الليبي حتى تتحقق الحماية لهم ويزول "شبح الطغيان".
إستراتيجية الرحيل
أفريقيا، أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ عن اقتناعه بأن حلا سياسيا فقط يمكن أن يحمل سلاما دائما ويلبي الطموحات المشروعة للشعب الليبي بمصير يختاره في إطار من الحرية والديمقراطية ودولة القانون.
وأضاف في بداية اجتماع الاتحاد الأفريقي المخصص لبحث الأزمة الليبية في أديس أبابا، أنه يجب إعطاء الفرصة لتطبيق خريطة طريق الاتحاد الأفريقي لأنها "تقدم كل العناصر من أجل حل مماثل".
بالتزامن مع الحراك الأفريقي، أعلن رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما من بريتوريا أنه سيتوجه الاثنين المقبل إلى ليبيا ليتباحث مع القذافي "بصفته عضوا في مجموعة رفيعة المستوى في الاتحاد الأفريقي لحل النزاع الليبي".
وقال مصدر في الرئاسة الجنوب أفريقية رافضا الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية إن الهدف هو بحث إستراتيجية خروج للقذافي.
وكان زوما قد شارك ضمن بعثة للاتحاد الأفريقي زارت طرابلس في أبريل/نيسان الماضي في مسعى استهدف وقف إطلاق النار بين قوات القذافي والثوار، لكنه لم يتكلل بالنجاح.
مبادرات ومبعوث
في غضون ذلك قال رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل إن المجلس يرحب بأي مبادرة تهدئة ومن أي طرف كان، شرط أن تتضمن تنحيَ القذافي وأبنائه عن السلطة ورحيلهم.
وأضاف عبد الجليل خلال زيارة إلى أحد المواقع العسكرية على الجبهة الشرقية بين أجدابيا والبريقة، أن المجلس الانتقالي يفضل أن تكون تركيا هي من يتصدر أي مبادرة قادمة.
وفي تطور سياسي لافت، قال وزير الخارجية المصري نبيل العربي الأربعاء إن بلاده ستوفد مبعوثا خاصا إلى مدينة بنغازي شرقي ليبيا.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن الوزير قوله إن السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية السابق سيزور بنغازي في إطار حرص القاهرة على متابعة التطورات الجارية في ليبيا، وتأمين سلامة وحقوق المواطنين المصريين الذين ما زالوا هناك.
وأضاف أن إيفاد خلاف كمبعوث خاص إلى بنغازي يأتي استكمالا للجولة الأولى من الاتصالات التي تمت بواسطة خلاف شخصيا في طرابلس أوائل الشهر الجاري.
وتطالب مصر بالوقف الفوري لإطلاق النار في ليبيا والتوصل إلى تسوية سياسية بالتفاوض، ورفض أي وجود عسكري أجنبي على الأراضي الليبية.