20110526
الجزيرة
اقترحت الأمم المتحدة قوة جديدة لحفظ السلام تتألف من سبعة آلاف فرد لجنوب السودان حال انفصاله عن الشمال في يوليو/تموز المقبل.
وقدم الاقتراح أمس الأربعاء في تقرير جديد للأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون بالتزامن مع تصاعد التوتر في منطقة أبيي.
ومن المتوقع أن تبقى قوة حفظ السلام الحالية والمؤلفة من عشرة آلاف فرد في الشمال، لكنها ستقلل وجودها تدريجيا في الخرطوم.
ويدعو التقرير إلى بقاء هذه القوة ثلاثة أشهر بعد 9 يوليو/تموز المقبل عندما ينفصل الجنوب رسميا عن الشمال، للسماح ببعض الوقت لإعادة التنظيم.
وقال إن هذا "سيمكن الجانبين من تسوية القضايا التي لم تحل بما في ذلك إيجاد ترتيب مقبول من الأطراف لمراقبة الحدود،" مضيفا أن القوة الجديدة يجب أن تحمل "اسم بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان".
وأبلغ بان اجتماعا على مستوى عال للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا أنه يجب على الشمال والجنوب التوقف عن العمليات العسكرية، وسحب كل القوات والعناصر المسلحة من منطقة أبيي، والكف عن ارتكاب مزيد من أعمال الهجومية بما في ذلك الهجمات على قوات حفظ السلام.
مشاورات
ويجب أن يقر مجلس الأمن الدولي -الذي زار ممثلون له الخرطوم هذا الأسبوع- القوة المقترحة الجديدة، وسيجري المجلس مشاورات في جلسة مغلقة بشأن السودان غدا الجمعة.
وقال دبلوماسيون ومسؤولون من الأمم المتحدة طلبوا عدم الإفصاح عن أسمائهم إن السودان لا يريد من قوات حفظ السلام أن تغادرالبلاد تماما، رغم أن الحكومة السودانية تفضل أن تكون تلك القوات أقل ظهورا في الخرطوم.
وساطة مصرية
من جانبها عرضت مصر أمس الأربعاء التوسط بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب، من أجل تسوية سلمية لأزمة منطقة أبيي المتنازع عليها بين الجانبين.
وأكد وزير الخارجية المصري نبيل العربي استعداد بلاده "لتقديم كل المساندة الممكنة بغية مساعدة الجانبين على تسوية هذه القضايا العالقة، بما يخلق مناخا مواتيا لروابط قوية وعلاقات تعاون وثيقة بين الجانبين مستقبلا، وبما يضمن كذلك تحقيق السلام والتنمية في ربوع السودان شمالا وجنوبا، وفي المنطقة بأسرها".
أما مسؤول ملف أبيي بحزب المؤتمر الوطني الدرديري محمد أحمد فقال إن الحزب على استعداد للدخول في حوار مع الحركة الشعبية لحل أزمة أبيي، وكشف عن حوار قال إنه يجري الآن في هذا الاتجاه.
وأضاف "حتى لو لم تستجب الحركة لذلك فإنهم لن يقيموا إدارة عسكرية في المنطقة، بل يسعون لإقامة إدارة مؤقتة لتسيير الأمور".
وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد شن أول من أمس هجوما هو الأعنف على الحركة الشعبية، وهدد بأن الجيش لن ينسحب من أبيي.
وقال البشير إنه أعطى الضوء الأخضر للجيش بالرد على أي استفزازات من قوات الحركة الشعبية، مؤكدا أن "منطقة أبيي شمالية ولن ينسحب الجيش منها".
في غضون ذلك قالت الأمم المتحدة إن آلاف الأشخاص فروا من أبيي باتجاه الجنوب وخصوصا في مدينة أجوك الجنوبية.
وأوضحت المتحدثة باسم مكتب الأممي والشؤون الإنسانية إليزابيت بيرز في جنيف، إن التقديرات تفيد بنزوح نحو 150 ألف شخص من أبيي في اتجاه الجنوب.